- En
- Fr
- عربي
عبارة
يستعيد الجيش الاستقلال هذا العام، ويحتفل به عيدًا وطنيًا كبيرًا، وفي البال دعامة جديدة لبنيانه، وتأكيد جليّ لاستمراره ورسوخه، وقد تكوّنت هذه الدعامة مع الظّفر الذي تحقّق بضرب الإرهاب في معركة «فجر الجرود»، وإزاحة عبء أخطاره عن المواطنين في القرى والبلدات المجاورة، وفي كامل مساحة الوطن، كيف لا والإرهاب وباء أمني يهدّد العالم بأسره، ولا يقتصر دوره على بلد من البلدان، ولا محلّة من المحلاّت وموقع من المواقع.
يحتفل الجيش بالعيد واليد على الزناد كعادتها، فلا بدّ من حساب لفلول إرهابيّة هنا أو فلول هناك، نائمة أو صاحية، خصوصًا وأنّ المنطقة التي تجاورنا لا تزال تحت تأثيرات مخاضها السياسي والاجتماعي والعسكري، وأنّ العالم هو الآخر لا يزال يحذّر من احتمال الاعتداءات صغيرها وكبيرها، وكم من مرّة يصطدم المعالجون بتجدّد الوباء وعودة الآلام والأوجاع، فيكثّفون العلاج ويزيدون التّدابير.
يحتفل الجيش بالعيد وهو يحيي اليقظة في العين، ويواصل الإجراءات عند الحدود الجنوبية، حيث يتربص العدوّ الإسرائيلي بترابنا الوطني، هذا العدو الّذي لا تنفكّ وسائله العدوانية تنتهك مجالاتنا في الجو والبرّ والبحرّ، وتجربتنا مع تلك الانتهاكات تكاد تصبح دائمة.
وتبقى الالتفاتة إلى الدّاخل، حيث لا تخلو الأجواء من تلبّدات سياسية بين الحين والحين، في حالات نشكو منها حينما نتخطّى المعايير والحسابات، ونفتخر بها حينما نؤكّد أنّ في بلادنا حريّة لا بدّ من دفع أثمان لاستمرارها، إلاّ أنّ ذلك كلّه لا يمكن أن يتمّ من دون الاستقرار الأمني الذي تسهر وحداتنا العسكريّة على تأمينه، ففي غياب ذلك يصبح الوفاق السياسي ضربًا من الخيال، كما يصبح الخصام السياسي صراعًا خارج حدود الحلبات، وبعيدًا جدًا من المحكّمين.