- En
- Fr
- عربي
اقتصاد ومال
استراتيجيته ترتكز إلى بناء مناخ ملائم للاستثمار
شراكة عالمية لمواجهة الفقر
على الرغم من الخطوات الواسعة التي اتخذت في العقدين المنصرمين في مجال محاربة الفقر - حيث انخفض عدد الفقراء بما يقارب 002 مليون شخص، إلا أن 2.1 بليون شخص ما زالوا يعيشون على أقل من دولار واحد في اليوم... وعلى مدى السنوات الخمسين القادمة، يتوقع أن ينمو عدد سكان العالم من ستة إلى تسعة بلايين نسمة، و59% من هذه الزيادة ستكون في البلدان النامية، مما يعني احتمال تفاقم مشكلة الفقر.
أثناء انعقاد مؤتمر الألفية للأمم المتحدة في العام 2002، تحقق نوع من الإجماع حول ما يلزم لتخفيف حدة الفقر بصورة مستدامة، وحددت الأهداف التي ينبغي أن يعمل لتحقيقها المانحون والمتلقون على السواء من أجل تحقيق التنمية في العالم.
وقد تمثلت هذه الأهداف بما يلي: القضاء على الفقر المدقع والجوع، تأمين التعليم للجميع، مكافحة الأمراض ومرض الايدز، العناية بصحة الأم والطفل، تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة من ممارسة دورها في المجتمع وكفالة الاستدامة البيئية، إقامة شراكة عالمية من أجل التنمية.
وبناء لهذه التحديات يعمل البنك الدولي على سد الفجوة بين البلدان الغنية والبلدان الفقيرة، وتحويل الموارد من الأولى، من أجل تحقيق النمو في البلدان الفقيرة.
ما هو البنك الدولي؟
هو أحد الوكالات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة، اتفق على إنشائه مع صندوق النقد الدولي في المؤتمر الذي دعت إليه هيئة الأمم المتحدة في بريتون وودر بالولايات المتحدة الأميركية في تموز 4491، بحضور 44 دولة، وقد بدأ البنك أعماله في حزيران 6491.
يعمل في مقر البنك الدولي في واشنطن ثمانية آلاف موظف إلى نحو ألفين يتوزعون في مكاتب البنك في مختلف أنحاء العالم.
يبلغ عدد الأعضاء في البنك الدولي 381 دولة، تصب مصالحها وآراؤها في مجلس المحافظين ومجلس الإدارة ومقرّه واشنطن. ولكي تصبح أية دولة عضواً في البنك الدولي للإنشاء والتعمير، يجب أن تنضم أولاً إلى صندوق النقد الدولي ومؤسسة التنمية الدولية ومؤسسة التحويل الدولي وهيئة ضمان الاستثمار المتعدد الأطراف.
الهدف العام
أبرز أهداف البنك الدولي، تشجيع استثمار رؤوس الأموال بغرض تعمير وتنمية الدول المنضمة إليه، والتي تحتاج إلى مساعدته في إنشاء مشروعات ضخمة تكلف كثيراً، وتساعد في الأجل الطويل على تنمية اقتصاد الدولة، وتمكّنها من مواجهة العجز الدائم في ميزان مدفوعاتها.
مساعدة البنك تكون إما بإقراضه الدول من أمواله الخاصة، أو بإصدار سندات قروض للاكتتاب الدولي. وتقدم كل دولة عضو في البنك من اشتراكها المحدد في رأس مال البنك ذهباً أو دولارات أميركية ما يعادل 81% من عملتها الخاصة، والباقي يظل في الدولة نفسها، ولكن البنك يستطيع الحصول عليه في أي وقت لمواجهة التزاماته.
وبشكل عام يقوم البنك بإقراض الحكومات مباشرة أو بتقديم الضمانات التي تحتاج إليها للاقتراض من دولة أخرى أو من السوق الدولية.
البنك الدولي وتخفيف حدة الفقر
عندما تم تأسيس البنك الدولي للإنشاء والتعمير في العام 4491، كانت المهمة الرئيسية المحددة له حينذاك إعمار أوروبا، بعد ذلك بدأ تطبيق المبدأ القائل بضرورة عمل البلدان الغنية على تحسين المستويات المعيشية في البلدان الفقيرة. وفي العقود التالية تطور فهم المجتمع الدولي للعلاقات بين تخفيف حدة الفقر والنمو الاقتصادي، وبات يشمل الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ومشاركة المرأة ومكافحة الفساد.
يقوم البنك الدولي بمساندة كل من البلدان المتقدمة والنامية عن طريق تقديم القروض والضمانات والأعمال التحليلية والاستشارية، إلى الإعفاء من الديون، وتعزيز القدرات، وأعمال المراقبة.
تعتمد استراتيجية البنك الدولي لتخفيف حدة الفقر على بناء مناخ مناسب للاستثمار. ولقد حددت وثيقة الإطار الاستراتيجي للعام 1002 الركيزتين اللتين سيقوم البنك على أساسهما بتوجيه نشاطاته في مجالات الإقراض والمساعدات وبناء القدرات. تتمثل الركيزة الأولى ببناء المناخ الملائم للاستثمار والوظائف والنمو المستدام، بينما تتمحور الركيزة الثانية حول الاستثمار في الفقراء وتمكينهم من المساهمة في التنمية.
تعتمد الركيزة الأولى على اثبات أن أكثر أنواع التنمية نجاحاً هي تلك التي يقودها القطاع الخاص، ولكن يسهلها نوع الحكومات التي تعمل على خلق بيئة تتيح إقامة مشاريع وأنشطة اقتصادية، وتوفير البنية التحتية ورأس المال البشري، بالإضافة إلى نظام قانوني وقضائي ملائم. أما الركيزة الثانية، فتعكس أهمية الصحة والتعليم وتقليص امكانيات التعرّض للصدمات، إذا كان السكان الفقراء سيشاركون ويساعدون في ايجاد الفرص الاقتصادية.
سبعة مجالات رئيسية
في بداية العام 3002، قامت إدارة البنك بتحديد سبعة مجالات للتركيز عليها بشكل خاص وهي:
1- القضاء على الفقر المدقع والجوع والتعليم للجميع.
2- مكافحة مرض الايدز وغيره من الأمراض.
3- ضرورة الاهتمام بصحة الأم والطفل.
4- العناية بإمدادات المياه ووسائل تعزيز الصحة العامة.
5- تعزيز مناخ الاستثمار والتمويل والتجارة.
6- ترسيخ مفهوم البيئة المستدامة بحيث يجري التعامل مع الموارد الطبيعية على نحو يتيح تجددها ويحد من استنزافها.
7- تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة من ممارسة دورها في المجتمع.
هذه المجالات، التي تم تحديدها على أنها ذات أهمية جوهرية في جميع المناطق التي تتلقى تمويلاً من البنك، هي التي يسعى البنك إلى زيادة درجة التأثير فيها على المدى القريب. وهذا يعني المزيد من وضع برامج لبناء القدرات، وتعجيل العمليات، ويعني أيضاً تمويلاً تقليدياً وتمويلاً عن طريق المنح.
النمو الاقتصادي لا يخفف وحده من حدة الفقر
في العام 0002، نشر البنك دراسة رائدة عن الفقر تحت عنوان «أصوات الفقراء»؛ حاولت الدراسة الكشف عن أسباب وآثار الفقر العالمي، من خلال الوصول إلى الفقراء أنفسهم، حيث قدم 000.06 رجل وامرأة في 06 بلداً روايات مفصّلة شخصية عن حقائق العيش مع الفقر وعما يحتاج إليه الفقراء لتحسين حياتهم. وقد أظهرت الدراسة مدى تداخل الفقر مع العناصر الأخرى للتنمية البشرية: الصحة، التعليم، والمشاركة في الحكم، وإلى أي مدى يلعب الفساد وإعداد البرامج غير الفعّالة دوراً في هذا المجال.
وبناء على هذه الدراسة تم تحديد البرنامج الجديد لمحاربة الفقر في التقرير، كما يلي:
- زيادة الفرص، مما يعني دعم النمو الاقتصادي العادل، وإمكانية الوصول إلى السوق، وتوصيل الخدمات الاجتماعية للفقراء.
- التمكين، وهذا يعني شمول الفقراء ومشاركتهم، كما يعني خضوع الحكومة للمساءلة والشفافية.
- الأمن، والمقصود هنا تقليل المخاطر التي يتعرض لها الفقراء، سواء أكانت صدمات اقتصادية أو أمراضاً أو كوارث طبيعية أو أعمال عنف.
وقد أدى ذلك إلى التركيز المتزايد على «التنمية التي تهتم بالمجتمعات المحلية» أي إقامة مشاريع تمنح مجموعات المجتمع المحلي سلطة ورقابة أكبر على الأموال والموارد على الصعيد الوطني، وبالتالي تصون المجتمع من الفساد، كما تمنحه صوتاً أكثر قوة داخل المؤسسات.
المساعدات المالية
إن «البنك الدولي» هو الاسم الذي أصبح يستخدم لوصف البنك الدولي للإنشاء والتعمير (IBRD) والمؤسسة الانمائية الدولية (IDA). وتوفر هاتان المنظمتان قروضاً منخفضة الفائدة، وائتمانات معفاة من الفائدة ومنحاً للبلدان النامية.
تعجز البلدان منخفضة الدخل بصفة عامة عن اقتراض المال من الأسواق الدولية، وإذا تيسر لها ذلك فبمعدلات فائدة مرتفعة. وبالإضافة إلى المساهمات والقروض المباشرة من الدول المتقدمة، تتلقى البلدان النامية منحاً وقروضاً معفاة من الفوائد ودعماً فنياً من البنك الدولي لتمكينها من تقديم الخدمات الأساسية. وفي حالة القروض، تصل فترة السداد إلى ما بين 53 و04 عاماً، مع فترة سماح قدرها 01 سنوات. في المقابل، تنخفض هذه الفترة في البنوك التجارية إلى ما بين 51-02 عاماً بفترة سماح تتراوح بين 3 و5 سنوات.
ومثالاً على ذلك، في السنة المالية 2002، قدّمت المؤسسة الانمائية الدولية 1.8 بلايين دولار أميركي لتمويل 331 مشروعاً في 26 دولة منخفضة الدخل. يأتي هذا النمط من التمويل (قروض بلا فائدة، ومنح) من المؤسسة الانمائية الدولية ويقدم نحو 04 بلداً غنياً المال لهذا التمويل عن طريق المساهمات كل أربع سنوات، وقد تم التجديد الأخير لموارد المؤسسة في عام 2002، بما مقداره 9 بلايين دولار أميركي من المانحين و6.6 بلايين دولار أخرى من موارد البنك. كما وافق المانحون على الاستخدام المتزايد لمنح المؤسسة - بما يصل إلى 12% من الموارد، للمساعدة في التصدّي للصعوبات الخاصة (مثل الايدز) في البلدان الأكثر فقراً وتعرّضاً للخطر.
ولا بد من الإشارة في هذا الإطار إلى أن البنك الدولي للإنشاء والتعمير ينمّي معظم أمواله في الأسواق المالية العالمية (32 بليون دولار أميركي في السنة 2002)، وبما أنه يتمتع بتصنيف ائتماني من مرتبة AAA، فإنه يصدر سندات لجمع الأموال، ثم يمرر معدلات الفائدة المتدنية لمقترضيه.
شراكة عالمية لمكافحة الفقر
قدّم البنك الدولي خلال الأعوام القليلة الماضية موارد كبيرة في الأنشطة التي أريد منها إحداث اثر عالمي، ومنها الإعفاء من الدين وطبقاً لمبادرة البلدان الفقيرة المثقلة بالديون، تلقى 62 بلداً اعفاءات من الديون، مما سيوفر عليها 14 بليون دولار مع مضي الوقت. وسوف يتم استخدام هذه الأموال في الاسكان والتعليم والصحة وبرامج الرفاهية الاجتماعية للفقراء.
وقد التزم البنك، بجانب 981 بلداً وعدد كبير من المنظمات، بشراكة عالمية لم يسبق لها مثيل في مكافحة الفقر والفساد. وهو مشترك حالياً في أكثر من 0081 مشروع في البلدان النامية.
مجموعة البنك الدولي
تتألف مجموعة البنك الدولي من البنك الدولي للإنشاء والتعمير والمؤسسة الانمائية الدولية وثلاث منظمات أخرى هي:
1- المؤسسة المالية الدولية التي تشجع على استثمارات القطاع الخاص عن طريق مساندة البلدان والقطاعات عالية الخطورة.
2- وكالة ضمان الاستثمارات المتعددة الأطراف، والتي تقدم ضمانات للمستثمرين في البلدان النامية والمقترضين لها.
3- المركز الدولي لتسوية منازعات الاستثمار، يسعى إلى تسوية الخلافات الاستثمارية بين المستثمرين الأجانب والبلدان المستضيفة.
البنك الدولي ومحاربة الفساد
{ بلغ اجمالي اقراض البنك الدولي لمشروعات حسن الإدارة العامة وإصلاح القطاع العام وسيادة القانون، 9.3 بلايين دولار في السنة المالية 4002، وهي مشروعات رئيسية بالنسبة إلى خفض إعداد الفقراء.
{ لدى البنك الدولي خط اتصال هاتفي عالمي مباشر مخصص للابلاغ عن حوادث الفساد على مدار 42 ساعة في اليوم.
{ حظّر حتى الآن على ما يزيد على 003 من الشركات والأشخاص التعامل مع البنك الدولي، كما تم عرض أسمائهم والعقوبات المنزلة بهم على موقع البنك وشبكة الانترنت العالمية.
{ تستعين وحدة التحقيقات في البنك الدولي بأكثر من 05 موظفاً وعشرات آخرين من مختلف إدارات البنك في العمل مع البلدان النامية في جهودها لمكافحة الفساد أو في بحوث على قضايا الفساد ونظام الإدارة العامة.
{ بحلول 03 حزيران 4002، أحال البنك الدولي 62 قضية احتيال وفساد إلى أجهزة القضاء في البلدان الأعضاء، أسفرت عن 52 حالة إدانة قانونية.
{ ينفق البنك الدولي اليوم 01 ملايين دولار على اجراءات التحقيقات والجزاءات، وهو ما يوازي أكثر من اجمالي ما تنفقه بنوك التنمية متعددة الأطراف مجتمعة.