إقتراحات

مع تزايد الخطر الناجم عن مشاكل البيئة والتلوّث وبالتزامن مع العولمة التي عمّمت ثقافة وافرة في مجال الغذاء، وأخلّت بالنظم الغذائية السليمة، أصبح الإهتمام بالنظم الغذائية في سلّم أولويات قيادة الجيش لمواجهة الأخطار الناشئة، والعمل على تطوير الوسائل التي تضمن الحصول على غذاء صحي وسليم. وفي هذا الإطار ألقيت محاضرة في قاعة العماد نجيم في وزارة الدفاع الوطني عرضت للبحث الذي أعدّه كل من لواء المشاة الثاني ولواء المشاة الثامن بعنوان: «حلقة التغذية في الجيش على ضوء المعايير العلمية والصحية والعصرية واقتراح نموذج للحل على مستوى لواء».

بحضور لفيف من الضباط من مختلف القطع والألوية، ألقى المحاضرة كل من العميد الركن خالد طرابين رئيس أركان لواء المشاة الثاني والعميد الركن سمير القزي رئيس أركان لواء المشاة الثامن والعقيد الركن أسعد الدويهي آمر السرية 201 في لواء المشاة الثاني.
هدف البحث إلقاء الضوء على حلقة التغذية في الجيش من خلال استعراض مختلف مراحلها، ومن جهة ثانية درس إمكان تحديث المعايير المعتمدة وتطبيق المعايير العصرية للوصول بالتغذية الى مستويات أفضل. شمل البحث مقدمة وثلاثة فصول تضمّن أولها كيفية تحقيق المواد الغذائية، وكيفية تحضير الطعام وتوزيعه على المستفيدين ومعايير التغذية المعتمدة في الجيش، بينما عرض الفصل الثاني المعايير العصرية للتغذية المعتمدة في الجيش والأسس العلمية العصرية لإنتاج الغذاء، وتصميماً للمطبخ المثالي باعتباره ركيزة أساسية في عملية التغذية، إضافة الى عرض المجالات المتاحة للتحديث والتطوير.
في الفصل الثالث والأخير، اقترح البحث نموذجاً للتغذية على مستوى لواء.
ولفت المحاضرون الى أن السعي لتحديث نظم التغذية في الجيش اللبناني وتطويرها، يرتّب أعباء مالية ومادية قد يتعذّر توفيرها في فترة زمنية قصيرة. واقترحوا اعتماد خطة مبرمجة تعطي الألوية دوراً أساسياً في تطوير نظم التغذية، وبالتالي في عملية إنتاج الغذاء لعسكرييها باعتبارها وحدات كبرى.
وركّز الحل المقترح على تأمين المواد الغذائية الأولية على عاتق لجان التغذية في المناطق العسكرية، وفق الآليات والأسس الإدارية المتبعة، وإنشاء مطابخ عصرية في مواقع ثابتة منتقاة جغرافياً، تغطي كامل الأراضي اللبنانية وتتوسط قطاعات انتشار الألوية، فضلاً عن تشكيل فصيلة تغذية تتبع سرية التموين والنقل في الكتيبة اللوجستية، تكلف بمهمة تحضير الطعام وطهيه وتوزيعه على عسكريي اللواء، وأخيراً تخصيص مطبخ لكل لواء يتلاءم موقعه مع قطاع انتشاره، تعمل فيه فصيلة تغذية اللواء على تحضير الطعام وطهيه بعد تسلّم المواد الغذائية الأولية من لجنة التغذية في المنطقة. ورأى المحاضرون أن اعتماد هذا الحل الذي يتطلّب إعادة صياغة لتعليمات التغذية، يفرض تعديلات على الإجراءات التنفيذية للطهي والتوزيع، مع مراعاة عدم المساس بالأطر والتعليمات الإدارية المعتمدة حالياً في الغذاء.
وخلص المحاضرون الى توصيات، مجمعين على أهمية تحسين واقع التغذية في الجيش ومجاراة التطور العلمي والنظم الغذائية العصرية، والسعي الى إيجاد نموذج حل للتغذية على مستوى الجيش، وجاء في التوصيات:
- إبقاء تحقيق المواد الغذائية الأولية على حاله لعدم وجود ملاحظات أساسية حوله كونه منسجماً مع الأطر الإدارية الرسمية، وإبقاء عمل لجان التغذية في المناطق على ما هو عليه، بحيث تؤمن المواد الغذائية الأولية للقطع وبشكل منسجم ومتكامل مع النظام الراهن.
- تفعيل آليات المراقبة والتدقيق والتشدّد في تطبيق التعليمات المعمول بها والمتعلقة بمواصفات المواد الغذائية، والتشدّد ايضاً في تطبيق الإجراءات الوقائية المحددة في التعليمات والمرافقة لعمليات خزن المواد وتحضيرها وطهيها ونقلها وتوزيعها على المتغذّين.
- إدخال تعديلات جديدة على حلقة التغذية والمتعلقة بعملية تحضير الطعام وطهيه وتوزيعه في مواقع تمركز المتغذّين وانتشارهم، تزامناً مع إنشاء مطابخ جديدة وحديثة ذات تجهيزات متطورة وبحيث يعطى اللواء دوراً أساسياً في عملية تغذية عناصره.