- En
- Fr
- عربي
تسلح وتكنولوجيا
أفضت التحسينات في أنظمة الذخيرة والمدافع الخفيفة الوزن التي تطلقها، الى حركية جديدة وقدرات في الدقة من أجل دعم القوى المنتشرة في ميدان المعركة.
كان لقوات الحملة العسكرية والتدخل السريع، على الدوام، دعمها الناري العضوي الذي يتألف في غالب الحالات من هواوين وقواذف مدفعية تقليدية ومقطورة وذاتية الدفع. وفي السنوات الأخيرة شرع عدد من الدول في التزوّد أنظمة دعم ناري أقل وزناً من الأسلحة الموروثة مع احتفاظها الدائم بالمدى المطلوب.
فمثلاً النظام الأحدث من المدفع 155 ملم الذي دخل الخدمة هو حالياً هاوتزر الميدان الخفيف الوزن م777 (M777) من إنتاج شركة «BAE»، والذي من خلال استخدام مواد جديدة وتجديد تصميمه بات وزنه 4218 كلغ فقط، أي بفارق 2975 كلغ عن المدفع م198 عيار 155 ملم الذي استبدله.
بموازاة الوزن الأخف، يطالب عدد متنامٍ من مستخدمي هذا المدفع بأنظمة ليست أكثر سهولة في النشر وحسب، وإنما تقل حاجتها الى قدرة بشرية. وهكذا كان لعدة أنظمة مدفعية جديدة موجودة في الخدمة نظام قيادة وتموضع مكمّل، بالإضافة الى نظام إدارة نيران يعمل بحاسب إلكتروني وهو مثبّت في نظام المدفع ويقوم بتشغيل هذا الأخير، وتنفيذ مهمة إطلاق النار والوقوف عن العمل قبل أن تتعرّض المنصّة لرماية مدفعية مضادة.
بالإضافة الى التحسينات الملموسة في إدارة نيران المدفعية فثمة أخرى رئيسة حديثة في مجال ذخيرة المدفعية بما فيها المقذوف ونظام الحشوة والصمامة (الصاعق). فلعدة سنوات خلت كانت طبيعة الذخيرة تتركّز على الشديدة الإنفجار (HE)، والمضيئة والمدخنة، ولكن هذه أضيفت الى مقذوفات صاروخية معزّزة جديدة، وقاعدة تنفيس وأخرى تدمج الأمرين معاً لزيادة مداها بشكل كبير. وكذلك حسّنت الذخيرة التقليدية «الباحث» (ICN) القادرة على حمل ذخائر ثانوية لمهاجمة القوات في المساحات العليا المكشوفة أو المعرّضة في العربات المدرّعة، ولو أن هذا النموذج هو موضوع حظر محتمل بموجب «عملية أوسلو». وفي غضون ذلك، يطالب العديد من المستخــدميــن بتزويد كل ذخيرة ثانوية آلية صمامة تدمَّر ذاتياً.
ويمكن للمدفعية أن تؤمن قوة نيران قمعية على أساس 24/7 ولكن مع ورود ذخائر دقيقة التوجيه مثل ذخيرة «رايثيون» عيار 155 ملم م982 اكسكاليبور (M982 Excalibur) التي أنجزت أخيراً قدرة الضرب الدقيق التي بحث عنها المدفعيون طويلاً. فأكسكاليبور هي نموذج قاعدة التنفيس، ويمنحها مضاد التشويش «GPS» المثبّت عليها دقة تصل الى أقل من 10 أمتار ما يجعلها قادرة على أن تطلق بكل دقة على أهداف مهما كانت قريبة من الوحدات الصديقة.
الحشوات المعيارية
إن المدفعية تنتقل كذلك من مكان الى آخر بلغة اللوجستية والحشوات الموضوعة في كيس تسهّل حالياً الطريق أمام أنظمة الحشوة التراكبية التي لها تأثير كبير في سلسلة التموّن بالذخيرة بالإضافة الى جعلها قادرة على الاستعمال في آلات التحميل الآلية المركزة في بعض أنظمة المدفعية «SP».
فشركة نكستر سيستمز (Nexter Systems) - كانت سابقاً جيات اندستريز - طوّرت في المقام الأول المدفع الخفيف عيار 105 ملم LG1 كمغامرة خاصة لسوق التصدير بما أن الجيش الفرنسي لا حاجة له الى سلاح من هذا النوع (إذ يفضل عوضاً منه استعمال هواوين «TDA» 120 ملم للدعم الناري غير المباشر). وكان أول زبون لهذا المدفع سنغافورة التي تسلّمت 37 مدفعاً «LGI MKI» عيار 105 ملم بين العامين 1992 و1993.
وعرف هذا المدفع تطوراً جديداً حمل إسم «LGI MKII» وطلباً متزايداً عليه فابتاعت بلجيكا 14 مدفعاً، وكندا 28، وأندونيسيا20، وتايلاند 26. ويبلغ مدى مقذوف المدفع الأميركي الأصلي عيار 155 ملم «HE M1» 11.4 كلم في حين تزيد ذخيرة نكستر الشديدة الانفجار «Nexter HE» هذا المدى الى 15 كلم والى 18.5 كلم مع القذيفة ذات قاعدة التنفيس.
وكذلك درست نكستر «Nexter» إمكان إضافة نظام تسديد مدفعي وتحسينات أخرى لجعل نظام المدفع «MKIII» يتمتع بنظام «C3I» (قيادة، إدارة، اتصالات واستخبارات)، كامل، ونظام المدفع «MKIV» قادراً على التلقيم الذاتي وتقليص عدد عناصر السدنة الى ثلاثة.
على الرغم من أن أول دخول له في الخدمة الميدانية كان منذ خمسين سنة تقريباً، ما يزال المدفع أوتوميلارا 105 ملم نموذج 56 باك هاوتزر (Oto Melara 105mm Model 56 Pack Howitzer) في الخدمة في أكثر من عشرين دولة. وميزته الأساسية هي وزنه الخفيف (1290 كلغ) وقابليته للتفكيك الى 11 مجموعة ثانوية من أجل نقله على الطرقات الوعرة. بيد أن عيبه الرئيس هو قدرته على إطلاق قذيفة شديدة الانفجار م1 (HE MI) فقط ولمسافة 10.575 كلم، ومع ذلك يلائم العديد من مستخدميه.
لقد أكدت روسيا دائماً على قوات الهجوم الجوي، وبالإضافة الى نشر هواوين عيار 120 ملم طراز «2S9SP» طوّرت كذلك عدداً من أنظمة المدفعية المقطورة القابلة للاستعمال من قبل قوات الهجوم الجوي.
ويتضمّن التطوير الحديث الذي أجراه مصنع المدفعية الرقم 9 الروسي المدفع م - 392 (M - 392) عيار 122 ملم الذي يزن فقط 1.3 طن ويصل مداه الأقصى الى 8.6 كلم. كما طوّر هذا المصنع مدفع هاوتزر عيار 152 طراز «2A61» الذي يبلغ وزنه الأقصى 4.35 أطنان ومداه الأقصى 15 كلم، في النسخة التجريبية المرتكزة الى حاضن المدفع عيار 122 ملم طراز «D - 30».
لسنين عديدة، كانت العيارات القياسية لمعظم المدفعية الروسية المقطورة والذاتية الدفع، العيارين 122 ملم و152 ملم، بيد أن المصانع الروسية طوّرت أنظمة 155 ملم لسوق التصدير. ومن هذه الأنظمة الأحدث التي خرجت من مصنع المدفعية الرقم 9 مدفع الهاوتزر الخفيف طراز م - 389 (M - 389) عيار 155 الذي هو تطوير الى حد بعيد للمدفع «2A61» عيار 152 ملم، ولكنه جُهّز بأستون غربي (Nato 155 mm/30 - calibre) يطلق ذخيرة الناتو. وباستعماله قذيفة «M107 HE» الأميركية عيار 155 ملم يصل مداه الأقصى الى 15 كيلومتراً.
طوّرت شركة «STK» السنغافورية وانتجت عدداً من أنظمة المدفعية المقطورة عيار 155 ملم، وتتضمن النظامين «FH - 2000 155mm/52 calibre» و«FH - 88 155mm/39 calibre» اللذين تستعملهما القوات المسلّحة السنغافورية (SAF).
وكذلك طوّرت شركة «STK» عدداً من المدافع عيار 155 ملم الخفيفة الوزن بيغاسوس هاوتزر (155 mm/39 - calibre Pegasus Light Weight Howitzer)، وهي تنتج هذه المدافع التي تحل محل المدافع عيار 105 ملم العاملة حالياً في القوات المسلحة السنغافورية، وقد ظهرت أواخر العام 2005. ومن أجل قدرته على النشر حوفظ على خفة وزن بيغاسوس دون 5.4 أطنان - الوزن كاملاً مع وحدة الطاقة المساعدة APU - مع الاستعمال الواسع للمواد المتطورة مثل التيتانيوم ومزيج الألمنيوم العالي. وتقدم وحدة الطاقة (APU) للمدفع بيغاسوس سرعة قصوى تصل الى 12 كلم/ساعة وتوفر قدرة لنظام تحميل الذخيرة. وباستعماله قذائف «HE M107» التقليدية، يستطيع المدفع أن يصيب أهدافاً على بعد 19 كيلومتراً، ومع استعمال القذائف الطويلة المدى قد تصل المسافة الى 30 كيلومتراً.
أما شركة دينل للأنظمة الأرضية (DENEL Land Systems) في جنوب أفريقيا فتمتلك خبرة مرموقة في تصميم أنظمة المدفعية عيار 155 ملم المقطورة والذاتية الدفع. وتطويرها وإنتاجها، وتفيد منها ومن تمويل قوات الدفاع الوطني الجنوب الأفريقي (SANDF) لبناء نموذج أولي من مدفع عيار 105 ملم خفيف الوزن «LEO» بذخيرة متطورة من انتاجها تنتمي الى عائلة ذخيرة تضم نظام حشوة تراكبي. ويصل وزن النموذج الأول من المدفع «LEO» الى 3.8 أطنان، ولكن من المتوقع أن ينخفض الوزن الى 2.5 طن عند إنتاج السلاح. وباستعماله القذيفة العالية الانفجارات ذات التشظي المسبق (HE PFF)، يصل المدى الأقصى الى 24 كلم صعوداً الى 30 كلم مع القذيفة BB (ذات قاعدة التنفيس).
ومن المتوقع أن تبدأ عملية تطوير كلية للمدفع «LEO» 105 ملم في المستقبل القريب في نسختين، المقطور والذاتي الحركة، مع السلاح مدمجاً داخل هيكل عربة النقل. ويعرف هذا المشروع في جنوب افريقيا باسم الامكانات المتطورة للمدفع الخفيف المتعدد الدور، وهي لا تغطي وحسب السلاح بحد ذاته، وإنما كذلك الذخيرة ونظام إدارة النيران على متن العربة واللوجستية والتدريب.
وعلى الرغم من أن المدفع الخفيف عيار 105 ملم من شركة «BAE Systems» للأنظمة البريّة قد دخل الخدمة في الجيش البريطاني منذ 30 سنة مضت، فهو لا يزال يجد زبائن كثر، كان آخرهم تايلاند التي تسلّمت بين العامين 2005 و2006 كمية أولية من 24 مدفعاً. ويسوّق هذا المدفع في نسختين: الأولى المدفع «L118» عيار 105 ملم الذي يطلق قذائف بريطانية (عيار 155 ملم شديدة الانفجار «HE» ويصل مداها الى 172 كلم)، والثانية المدفع «L119» ذي الأسطون القصير، والذي يرمي القذائف الأميركية القديمة الشديدة الانفجار «105mm HE MI». ولقد صنع الكثير من النسخة الثانية «L119» في الولايات المتحدة الأميركية، ودخل النموذج الأخير منها «M119 A2» حديثاً مرحلة الانتاج ثانية والتي ستنجز نهائياً خلال هذا العام 2008.
جهّزت المدافع الخفيفة البريطانية عيار 105 ملم «L119» المستخدمة في الجيش البريطاني، جميعها بمستشعرات «SELEX» ونظام تسديد مدفعي جمودي بأنظمة اللايزر المحمولة جواً (LINAPS).
تطوير الهاوتزر
فازت الولايات المتحدة الأميركية العام 1997 في المنافسة لاستبدال المدفع القديم م198 هاوتزر (M198 Howitzer) عيار 155 ملم عبر شركة «BAE Systems Land Systems» التي انتجت المدفع «155mm/39- calibre LFH»، والذي صُنّف تحت اسم «M777». ويتوقف حالياً دفتر الطلبات لهذا المدفع عند المجموع 607 أنظمة - من بينها 94 للمشاة البرية في البحرية الأميركية مع طلب أولي لـ513 نظاماً هي تحت الانتاج الفعلي - وتنال منها كندا 12 نظاماً تلبية للحاجات العملانية الطارئة في افغانستان. وجُهّزت المدافع الكندية بمعدات «LINAPS» كمعيار.
ولقد بوشر التجميع النهائي للانتاج الحالي للمدفع «M777A2» عيار 155 ملم في الولايات المتحدة الأميركية التي تكفّلت تجهيز 70٪ من النظام تاركة الباقي على بريطانيا. ويتم الانتاج حالياً بمعدل 18 وحدة كل شهر وبينما تم تسليم اكثر من 260 قطعة يستمر تنفيذ الاتفاقيات الجارية حتى نهاية العام 2009.
إن الميزة الأساسية لهذا النظام هي وزنه الخفيف البالغ 4218 كلغ وقسم عتاده القابل للنشر السريع بالطوافة واطلاق النار بالذخيرة غير المساعدة حتى حد أقصى يبلغ 24.7 كلم.
من ناحية ثانية تصنّع شركة «BAE Systems» نموذجاً اولياً لعربة تلبية لحاجة نظام سلاح المدفعية المتحرك الخفيف الوزن في الجيش البريطاني (LIMAWS - G). وترتكز هذه العربة الى هيكل سوباكات 6*8 (Supacat 6x8) المجهّز بمدفع «M777» المحمول في مؤخرته، وتتم عملية الإرباض باستعمال نظام تحميل آلي.
ومع ذلك، أهملت حالياً الحاجة الى هذا المدفع وسيبقى المدفع 105 ملم الخفيف في الخدمة الى ما بعد العام 2020.
لعدة سنوات خلت، باتت أنظمة المدفعية الذاتية الدفع محمولة كلياً على متن عربات للتزود حركية عبر الحقول وللعمل مع القوات المؤللة، ولكن ثمة اتجاهاً نحو تطوير أنظمة المدفعية الذاتية الدفاع المدولبة وجعلها ميدانية، ما يقدّم حركية استراتيجية عظيمة، بالإضافة الى تشغيل وكلفة أكثر انخفاضاً.
يضاف الى ذلك، أن الأنظمة مثل «GS 155mm/45 - calibre» الجنوب الافريقي البالغ وزنه 47 طناً، والسلوفاكي «ZTS Suzana» ووزنه 28.6 طناً، تعتبر ثقيلة جداً للقوات من نوع الحملات، واليوم ثمة ضغط لتطوير أنظمة أخف وزناً ومركبة على عربات، وإن كان بعضها قد بدأ فعلاً مرحلة الانتاج.
وكانت الصين قد طوّرت أنظمة ذاتية الدفع مدولبة من طرازي 8*8 و6*6 في السنوات العشر الأخيرة، وأطلقت حديثاً تفاصيل نظامين جديدين، «SHI» و«SH2»، وطوّرت مرحلة النموذج الأولي وقدّمتها الى سوق التصدير.
نظام «SHI» هو نظام ذاتي الدفع عيار 155 ملم (155mm/52 - calibre) مركّب في مؤخرة عربة للإراضي كلها 6*6. وعند ربض المدفع في وضع إطلاق النار، ينخفض رفش يعمل هيدروليكياً من المؤخرة لتأمين منصة إطلاق أكثر استقراراً. ويرتبط المدى الأقصى بالقذيفة وتركيبات الحشوة ولكن وفقاً لشركة نورينكو (Norinco) الصينية يمكن الحصول على مدى أقصى يصل الى 53 كلم باستعمال قذيفة «RAP BB» مع حشوة المنطقة 10. وقد جهّز نظام «SHI» بنظام ادارة نيران ونظام تحليق بري ورادار قياس السرعة عند الفوهة لتقليص الأوقات في القتال وتحسين الدقة.
ويعتمد نظام «SH2» كذلك على هيكل عربة 6*6، ولكنه يميّز المدفع د - 30 (D - 30) عيار 122 ملم المركب وسط العربة مع مساحة لأربع وعشرين قذيفة عيار 122 ملم. وبشكل استثنائي، توجه العربة، في آن، من محوري العجلات الأمامي والخلفي. وكما النظام «SHI»، زوّد النظام «SH2» الأخف، نظام ادارة نيران وخيارات اضافية تتضمن توجيه النيران، تعيين الجهة، نظام الملاحة الذاتي ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS).
رأت شركة انظمة نكستر فرنسا (Nexter Systems of France) أن ثمة فجوة في السوق لناحية نظام المدفع المدولب الذاتي الدفع عيار 155 ملم/52 (155mm/52 - calibre) وعرضت نظام مدفعها سيزار (CAESAR) وهو شاحنة مجهزة بنظام مدفعية (Canon Equipé d’un Système d’Artillerie).
هذا النظام عبارة عن هيكل شاحنة مرسيدس بنز 6*6 لكل الأراضي - وقد عرض للمرة الأولى العام 1994. يتضمن نظام سيزار (CAESAR) محرّكاً ومقصورة طاقم محمية في المقدمة مع معدات مدفع عيار (155mm/52 - calibre) مركّب في المؤخرة. ويتميّز بجهاز حفظ توازن يعمل هيدروليكياً في المؤخرة، وبمدى أقصى يرتبط بتوافق الحشوة مع القذيفة وصولاً حتى القذيفة «BB» التي يمكن أن يصل مداها الأقصى الى 24 كلم. ويبلغ وزن سيزار القتالي 17.7 طناً ومن ضمنه وزن 18 قذيفة وحشواتها.
في أيلول 2000 وقّعت الشركة الفرنسية اتفاقية مع الجيش الفرنسي نصّت على تزويد هذا الأخير خمسة أنظمة سيزار وقد سُلّمت بين العامين 2002 و2003. وأسقط هذا القرار مخططاً أولياً لتحديث جزء من أسطولها المؤلف من أنظمة المدفعية الذاتية الدفع «AUFI» عيار 155 ملم بأسطون عيار 155 ملم /52 (155mm/52 - calibre).
أواخر العام 2004 كان طلب آخر لـ72 نظام سيزار، ولكن لما كان هيكل مرسيدس - بنز الأصلي لم يعد متوافراً، استبدل بهيكل شاحنات رينو الدفاعية (Renault Trucks Defense). وهذا الطلب قيد الانتاج حالياً وسيستمر حتى العام 2011. وفي نيسان 2006 قدّمت تايلاند طلباً أولياً بستة أنظمة سيزار تبعه طلب من زبون مستورد غير مكشوف، يعتقد أنه المملكة العربية السعودية التي طلبت 76 نظاماً تعتمد ايضاً على هيكل آخر هو «بيرانها» «Piranha». ولقد غدت عائلة «بيرانها» السويسرية من «MOWAG» (8*8) للعربات الخفيفة المسلحة الأفضل مبيعاً في فئتها، حيث بلغ العدد المباع منها حوالى 9000 عربة من بينها عربات الدعم الناري.
بين الأحدث عهداً، انضمت شركة (Denel land Systems) وشركة جنرال داينميكس لاند سيستمز (General Dynamics Land Systems) - كندا في مشروع تطوير نظام مدفعية ذاتي الدفع عيار 105 ملم يعتمد عربة «بيرانها».وتتألف هذه الأخيرة من هيكل العربة «لاف 3» (LAV III) التي تشكل الأساس للعربات ناقلات الجند «ICV» في القوات الأميركية وهي مجهّزة ببريج جديد يحمل سلاحاً عيار 105 ملم يعتمد على المدفع «LEO». ويبلغ وزن النظام كاملاً جاهزاً للقتال حوالى 16 طناً، ويخدمه عادة طاقم من اثنين أو ثلاثة أشخاص، ويحمل 30 قذيفة عيار 105 ملم بالاضافة الى الحشوات التراكبية. ولقد أنجز أول نموذج أولي العام 2004 ولم يطلبه أحد الى الآن.
كذلك تمتلك شركة سولتام سيستمز الاسرائيلية (Soltam Systems) تجربة مرموقة في التصميم والتطوير والانتاج لأنظمة المدفعية والهواوين استغلتها بكل فعالية في نظام «أتموس» (Atmos) - نظام هاوتزر المركب على عربة والمستقل ذاتياً. وهو نظام مدفعية مدفوع ذاتياً يعتمد على هيكل 6*6 لكل الأراضي. ويبلغ وزنه القتالي 21 طناً ولكنه غير محمول جواً، بل هو يلائم الحركية في كل الأراضي في الشرق الأوسط وافريقيا. ويمكن أن يجهّز نظام «أتموس» (Atmos) بمدفع عيار 155 ملم/39، 45 أو 155ملم/52 وفقاً لحاجات الزبون ومختلف نماذج نظام ادارة النيران.
ولقد جرّب الجيش الاسرائيلي النموذج الأولي لهذا النظام خلال عدة سنوات، وصُدّر الى الخارج.
وتحت ادارة الشركة «Aerostar SA» الرومانية طوّرت نسخة أخرى من «أتموس» (Atmos) أطلق عليها إسم «أتروم» (Atrom)، وتسلح بمدفع عيار 155ملم/52 (155mm/52 - calibre) واعتمد على هيكل عربة رومان 6*6 (6x6 Roman) المحلية، وبلغ وزنه كاملاً جاهزاً للقتال 26 طناً. أما شركة «Yugoimport» الصربية فقد طوّرت نسخة من مدفعها الهاوتزر القديم المقطور عيار 105 ملم (M56 - 2) الى أخرى مركبة في مؤخرة عربة لكل الأراضي وللمراقبة البعيدة. وعند عدم إرباضه يمكن تغطيته سريعاً بواسطة قماش مشمّع لتمويهه كشاحنة عادية.
هجوم الهاون
أثبتت الهواوين أنها نظام السلاح الأكثر فعالية في الصراعات الحالية ولا سيما في افغانستان والعراق، وبإمكانها أن تسكت سريعاً النيران المضادة باستعمالها القذائف الشديدة الانفجار (HE). ولما كانت الهواوين من دون ركوبة التقليدية ما تزال قيد الاستعمال في عدة دول، وستستمر مستقبلاً، فثمة اتجاه ينحو نحو تطوير هواوين ذاتية الدفع وأكثر حراكاً وجعلها ميدانية.
معظم الهواوين يرمي من خلال فتحات أغطية، في حين أن بعضها مركّب في بريجات لتأمين الحماية لسدنتها من رمايات الأسلحة الخفيفة وشظايا القذائف. وكذلك توفر هذه الأخيرة إمكانية الرمي المباشر ضد التحصينات، والقدرة علىالدوران ومعالجة أهداف خط البصر.
بالإضافة الى استعمالها القذائف الشديدة الانفجار، والمدخنة، والمضيئة، ثمة مجموعة كبيرة من الذخائر الجديدة طوّرت وباتت عملانية من أجل تحسين قدرات الهواوين. وتتضمن هذه الذخائر القنابل التقليدية كما القذائف المنقضّة من فوق مثل القذيفة السويدية المضادة للدروع ستريكس (Strix) الموجودة في الخدمة في السويد وسويسرا.
من ناحيتها، طوّرت شركة نورينكو (NORINCO) الصينية عدداً متزايداً من الأنظمة المعتمدة على هيكل ناقلة الجند المدرعة 6*6 (WM2 - 551) التي تنتجها، والتي هي في الخدمة منذ زمن طويل في جيش التحرير الشعبي.
من بين هذه الأنظمة نظام الهاون 120 ملم الذاتي الدفع المعتمد على هيكل العربة «WMZ - 551» المعدّل. الشبيه بالنظام الروسي «نونا - س ف ك 2 س 23» (NONA - SVK 2S23) الملائم لتعديل العربة الروسية ناقلة الجند «ب ت ر - 80، 8*8» البرمائية.
حسب تصوّر نورينكو (NORINCO)، ثمة مدفع هاون طويل الأسطون عيار 120 ملم يُملأ من جهة المغلاق، يوافق سطح العربة «WMZ - 551»، وقادر على اطلاق القذائف التقليدية حتى مسافة 9.5 كلم أو 13.5 مع القذائف «RAP» (القذائف الصاروخية المساعدة). وكذلك تتوافر قذيفة مضادة للدبابات شديدة الانفجار (HEAT) لمهمات الرمي المباشر.
من أنظمة الهاون الجديدة المركبة في بريجات أنظمة (Patria Weapon Systems) عيار 120 ملم «نيمو» (NEMO)، المطورة كمغامرة خاصة وأطلقت أواسط العام 2006 مدمجة داخل عربة من عربات باتريا (Patria) العربة المدرعة العيارية «AMV».
وتبنت سلوفينيا القدرة على الرمي المباشر في نظام (NEMO) لتستعملها على عرباتها المطلوبة حديثاً باتريا (Patria). ونظراً الى الوزن الخفيف لبريج (NEMO) (حوالى طن ونصف فقط) يمكن تركيبه على أكثر العربات خفة في الوزن من البعض الآخر ذات بريجات انظمة الهاون مثل نظام أموس «AMOS» من باتريا (Patria). فهو يملك القدرة على اطلاق 3 قذائف في 12 ثانية ويستطيع تنفيذ مهمات اطلاق عدة قذائف متتالية تحدث صدمة واحدة «MRSI».
وطوّرت شركة «باتريا» (Patria) بالتعاون مع شركة «BEA» نظام «أموس» «AMOS» 120 ملم المزدوج تلبية لحاجات فنلندا والسويد. وهو عبارة عن بريج يضم هاونين عيار 120 ملم بالاضافة الى استعمال مختلف انواع الذخائر وأنظمة ادارة النيران.
وقد طلبت فنلندا 24 نظام «أموس» «AMOS» يتوافق مع الادماج في هيكل عربات باتريا (Patria Vehicules AMV)، وتسلّمت أول أربعة منهـا السنة المنصرمة. وكذلك تخطط السويد لدمج «أموس» داخل هيكل العربة «CV90» المسرّفة.
ولقد حدّد حالياً المدى الأقـصى لهذا النظام بـ16 كلم، وبإمكـان نظام التحميل النصف - آلي أن ينفذ مهمات MRSI.
أدخلت روسيا هواوين من عياري 82 ملم و120 ملم في الخدمة على مستوى واسع لتستخدمها وحدات الهجوم الجوي.
ومن بين هذه الهواوين الهاون «أنونا 2 س 9» (ANONA 2S9 SP) عيار 10 ملم الذاتي الدفع والمعتمد على عربة القتال المنقولة جواً «ب م د - 1» (BMD - I). وقد عُدّل الهيكـل وجُهّـز ببريـج مسلـح بهـاون عيـار 120 ملم يملأ من جهة المغلاق ويمكن استعماله في خطي الرمي: المباشـر وغير المباشر، مع مدى أقصى يصل الى 8.855 كلم مع الذخيرة التقليدية، والى 13 كلم للقذائف «RAP» (القذائف الصاروخية المساعدة). وتعزز التطور في الهاون 2S23 NONA - SVK المعتمد على هيكل العربة «ب ت ر - 80 (8*8) المعدل، وفي الهاون «VENAC 2S3» المعتمد على عربة المشاة القتالية «ب م ب 3» (BMP - 3) المعدلة التي بقيت في مرحلة النموذج الأولي.
في غضون ذلك، سلّمت شركة راينمتال (Rheinmetall Defence) نظامي هاون ويزل 2 (Wiesel 2 SP) عيار 120 ملم ذاتي الدفع، وذلك للتجارب الواسعة في الجيش الالماني، وتوقعت أن يتم انتاج 38 نظاماً بالاضافة الى 60 عربة قيادة ومساندة، تتضمن 17 عربة قيادة وادارة نيران، و17 عربة مراقبة بعيدة، و10 عربات مركز قيادة، و16 عربة دعم ذخيرة، على الرغم من أن الدور الأخير تضطلع به العربة المدولبة مونغو (MUNGO).
وسوف يحل الهاون ويزل 2 (Wiesel 2) الذاتي الدفع عيار 120 ملم مكان هواوين 120 ملم المركبة على الملالة م113 (M113) المستعملة في الجيش الالماني، مقدماً بذلك ميزة أساسية جديدة وهي أنه يمكن للطاقم أن يلقم السلاح ويسدّده ويطلق النار تحت حماية كاملة من نيران الأسلحة الخفيفة والهجوم النووي والبيولوجي والكيميائي.
وكذلك يتميّز بالإعداد والرفع والتموضع الآلي، وبجهازي استقرار خلفيين لتأمين منصة إطلاق نار أكثر استقراراً. وهو يحمل مجموع 25 قذيفة 120 ملم بالاضافة الى عائلة جديدة من الذخيرة الأكثر فعالية والتي هي قيد التطوير.
وتقوم شركة سولتام الاسرائيلية (SOLTAM) حالياً بإنتاج هاونها الأخير كاردوم عيار 120 ملم (CARDOM) المركب على منصة دوّارة.
هذا الهاون العامل بالكمبيوتر المستقل التراجع، هو ايضاً سريع النشر خارج مدى نيران العدو، وهو ينتج للأسواق الداخلية وللتصدير. ويمكن مزاوجته مع نماذج مختلفة من أنظمة الملاحة وإدارة النيران، بيد أن الجيش الإسرائيلي يستعمل هيكلاً معدّلاً من ناقلة الجند م113 (M113 APC) وعربة الجيش الأميركي سترايكر 8*8 (Stryker 8x8) ويصل مداه الأقصى بالقذائف التقليدية الى 7.2 كلم، و9.5 كلم بالذخيرة الممدّدة المدى. وكذلك أدمج الهاون كاردوم (Cardom) في مؤخرة هيكل شاحنة ألمانية 4*4، وهيكل عربة (BMP - 1IFV)، وداخل عربة «HMMWV». وبعد نماذج الهاون الذاتي الدافع ثمة نموذج مركب على مقطورة في مرحلة النموذج الأولي.
نظام الإرتداد
إن نظام الهاون الفائق السرعة «SRAMS» عيار 120 ملم من شركة «STK» السنغافورية هو ايضاً قيد الانتاج، ويتميز بنظام ارتداد متقدّم يسمح بأن يدمج داخل هيكل خفيف جداً. وبالاضافة الى أنه يدمج داخل مؤخرة هيكل العربة «BRONCO» السنغافورية الصنع لكل الأراضي. يركب نظام «SRAMS» كذلك في مؤخرة عربات «HMMWV» وعربة العنكبوت القتالية الخفيفة من صنع «STK». ويبلغ وزن الهاون كاملاً مع نظام الارتداد 1.2 طن، ويصل مداه الأقصى باستعمال القذائف التقليدية 9 كلم، والذي يمكن أن يصل الى 13 كلم باستعمال قذائف «RAP».
ثمة نظام تهوئة فريد يركب في نظام «SRAMS» 120 ملم ليسمح بسرعة رمي عالية وبضرب الهدف بسرعة من خلال نظام ملاحة وتحديد مواقع على متنه. وهذا الأخير يتضمن حلقة جيروسكوب لايزري ونظام إدارة نيران آلي.
في سويسرا أنجز نظام هاون بيغورن (Bighorn) (من شركة رواغ RUAG) وتم العام 2007 تركيبه على العديد من المنصات بما فيها عربات «MOWAG» و«FN SS» المدرّعة القتالية. ويتزاوج نظام المنصة الدوّار مع نظام ملاحة إرباض/إدارة نيران لجعل معالجة الأهداف سريعة جداً.
يرمي الهاون 120 ملم بيغورن (Bighorn) ذو السبطانة الملساء عبر فتحة الأغطية المكشوفة.وعند الحاجة يستعمل تحت غطاء مدرّع.
لقد أطلق هذا الهاون بنجاح ذخائر تقليدية محسّنة وأخرى موجّهة بدقة مثل قذيفة «ستريكس» (Strix) السويدية المنقضّة من فوق. ويرتبط مداه الأقصى بنوع الذخيرة ولكنه عادة 9 كلم.
أحد أكثر الأنظمة حداثة هو نظام العقرب المتحرك عيار 120 ملم الذي طوّر لتلبية حاجات الإمارات العربية المتحدة. ويتألف من العربة «OMC RG - 31 MK5» المقاومة للألغام والمعدّلة لتستقبل في مؤخرتها نظام «SRAMS» عيار 120 ملم. يضرب الهدف من فوق مستعملاً نظام ادارة نيران يعمل بالكمبيوتر ويسمح للطاقم «بالإطلاق والانطلاق». ويزن النظام كاملاً 14 طناً مع الطاقم.
اعتمدت 24 دولة الهاون المحلزن الأسطون الفرنسي «TDA 120mm MO - 120 - RT» المقطور، وهو عادة تقطره شاحنة أو ناقلة جند مدرّعة. أما نظام الهاون ذو الارتداد الأخير «TDA 120mm - 120R - 2M» فقد طوّر ليدمج في ناقلات جند مدرّعة مسرّفة أو مدولبة ومنها المعربة «بيرانها» (Piranha) من (MOWAG). يتمتع هذا الهاون بالبالستيات التي لسلفه «MO - 120 - RT»، بالاضافة الى انه مركب على منصّة دوّارة مع محرّك للتسديد بالاتجاه والارتفاع. وبإمكانه التسديد سريعاً على الهدف مستعملاً نظام إدارة نيران يعمل بالكومبيوتر، والانخفاض في الوضع الأفقي ما يجعل المنصة صعبة التمييز عن أي عربة عادية.
مدى هذا النظام الأقصى، بالذخيرة «RAP» الى 13 كلم، ويسهل جهاز التلقيم المساعد النصف آلي مستوى نمط نيران يصل الى 18 قذيفة بالدقيقة.
لقد تسلّمت المشاة البحرية الأميركية (USMC) نظام هاون جديد يعتمد على الهاون المحلزن (المخدّد) «TDA 120mm MO - 120 - RT». وهو يأخذ شكل مدفع جنرال داينميكس ونظام الدعم الناري لقوات الحملة «EFSS» وعربة النقل الداخلي المرافقة «ITV». وتقوم هذه الأخيرة، مفردة، الجرّارة، بقطر الهاون في حين تقطر أخرى مقطورة تحمل قذائف الهاون عيار 120 ملم. والحاجة الأساسية الى هكذا نظام كانت القدرة على حملـه داخل طائـرة أوسبري «MV - 22B Osprey» للهجوم العمودي. يصل مداه الأقصى بالذخيرة التقليدية الى 8.1 كلم، وبذخيرة «RAP» الى 12.5 كلم، مع ازدياد إضافي محتمل للمديات الأطول.
المدفعية الصاروخية
ان نظام «EFSS» هو العنصر الثالث في ثلاثي الدعم الناري المنطلق من البر لمشاة البحرية الأميركية: المدفع «M777 LFH» عيار 155 ملم ونظام المدفعية الصاروخية العالية الحركة المحملة على شاحنة «HIMARS».
حتى الأمس القريب، كان نظام المدفعية الصاروخية الذاتية الدفع الوحيدة «ARS» المطوّر لتستعمله القوات المنقولة جواً هو النظام الروسي غراد - 5 عيار 122 ملم (Grad - V) الذي دخل الخدمة العام 1972. ولقد جُهّز النظام المركب على الشاحنة الخفيفة «GAZ - 66B 4x4» بإثني عشر قاذفاً على منصة دوّارة في المؤخرة ويرمي صواريخ عيار 122 ملم شديدة الانفجار والتشظي.
على العكس من ذلك، فإن نظام المدفعية الصاروخية «ARS» القياسي في الجيش الأميركي وعدد كبير من الدول الأخرى - هو نظام قذف الصواريخ المتعدد MLRS» عيار 122 ملم، وهو من إنتاج شركة لوكهيد مارتن (Lockheed martin)، ويعتمد على هيكل عربة مدرعة بكاملها هي «M270». ويصل وزن هذا النظام جاهزاً للقتال الى 25 طناً وهو غير قابل للنقل جواً بطرائرات هركوليز س - 130 (C - 130 Hercules)، وفي حين ما يزال العديد من الدول يستعمل «C - 130»، سوف يوفر إدخال الطائرة «A400M» في أوروبا قدرة متزايدة للجسر الجوي. ولبعض الدول الأخرى، زالت الحاجة الماسة الى نظام يمكن نقله بالطائرة س - 130 «C - 130» مع بروز الطائرة «A400M».
مع ذلك، ومن أجل إيجاد مخرج للطائرة «C - 130»، طوّرت شركة لوكهيد مارتن نظام «HIMARS» الذي ظهر للمرة الأولى العام 1994. وقد صمّم لاستعمال قوات الحملة، ويتألف من عائلة العربة التكتية المتوسطة للتحكم عن بعد (5 طن) ومن ستة قواذف مركبة في مؤخرتها. العام 1996 وقّع الجيش الأميركي اتفاقية مع لوكهيد مارتن لمدة 53 شهراً يتم خلالها إنتاج أربعة نماذج أولية من الراجمة «HIMARS»، وقد خضعت العربات المخصصّة لسلسلة من التجارب المكثّفة. واتبعت هذه الاتفاقية بأخرى العام1999 لمدة 36 شهـراً من أجل تطوير الهندسة والتصنيع، على أن تسلّم بعدها (بين العامين 2001 و2002) ست راجمات «HIMARS». وعقدت اتفاقية أخرى للإنتاج الأولى المنخفض المستوى مطلع العام 2003 على أن تنتج 30 قطعة تُسلّم لوحدات «Fort Bragg».
إن الراجمـة «HIMARS» العاملة في قاعدة خلفية (الجزء المغطى منها غير محمي) تزن جاهزة للقتال 14 طناً، ويمكنهـا أن تطلق الصـواريخ الموجّـهة «MLRS» ونظـام الصـواريـخ التكتية «ATACMS». ولقد استعمـلت بنجـاح كبيـر في العراق وهي قيد الانتاج في نمط سريع لصالح الجيـش الأميركي والمشاة البحرية الأميركية. وتعمل الإمـارات العربية المتحدة على الحصول على 20 راجمة منها. كذلك، استعمل الجيش البريطاني الراجمة الأميركية «MLRS» لعدة سنوات ولكنه سجّل حاجته الى نظام المدفعية الصاروخية الخفيفة الوزن المتحركة «LIMAWS - R» الذي تنتجه شركة لوكهيد مارتن. وفي مرحلة التقدير، أنجزت الشركة نسخة العام 2001 والتي خضعت لسلسلة واسعة من التجارب، ومنها رمي ثمانية صواريخ غير موجّّهة لتثبت قدرة نظام القذف.
يعتمـد نظـام الراجمة «LIMAWS - R» على هيكل عـربة سـوباكـات (SUPACAT) 4*4 مع مقصـورة السائق مقفلة بالكامل وقاذف بست فوهات.
ومثل «HIMARS» جُهّزت هذه الراجمة إدارة النيران المحسّن «IFCS» الذي هو أيضاً المفتاح للقاذف المقطور «M270A1» المستخدم في الجيش الأميركي، وللقاذف المقطور «M270B1» المستعمل في الجيش البريطاني. ويسمح الوزن الخفيف للنظام «LIMAWS» أن يحمل معلقاً تحت طوافة «CH - 47» من أجل نشره حول ميدان المعركة.