- En
- Fr
- عربي
متقاعد يتذكر
اختار درب والده العسكري و"واثق الـخطوة" مشاها
عاش حياته فخوراً لكونه ينتمي الى لبنان وطناً والى الجيش مؤسسةً. والده كان عسكرياً وهو اختار الدرب ذاتها فمشاها واثقاً من خياره، متخذاً من حب الوطن والتضحية في سبيله شعاراً لحياته في كنف المؤسسة العسكرية وخارجها. الرقيب الأول المتقاعد سمير جبر من مواليد العام 1927، التحق بالجيش في العام 1946 وتقاعد في العام 1966. هنا بعض من ذكرياته.
بعد التحاقنا بثكنة الطرابلسي، تم إرسالنا الى ثكنة المدرعات في منطقة الأونيسكو حيث خضعنا لدورة تدريبية لمدة 3 أشهر، شكلت بعدها الى ثكنة المير بشير في فوج المدفعية. ثم خضعنا لدورة تعليم القيادة وحصلنا على رخص سوق، فاسـتلم كل منا شاحنة وأصبحنا تابعين لفوج النقل. ففي تلك الأيام كانت الآليات العسكرية محصورة في فوج النقل فقط، حيث لم يكن لكل لواء أو قطعة آلياتها الخاصة كما هو الحال اليوم؛ بل كانت الألوية أو القـطع تـقدم طلباً الى فوج النقل للحصول على آلية تستخدمها لوقت محدد مع سائقها ثم تعيدهما بعد انتهاء المهمة.
لقد قضيـت كامل خدمتي العسكرية اتنـقل في المناطـق ومع الألوية والأفـواج والقـطع، إلا أنني بقيت طـوال هـذا الوقت عسكرياً تابعـاً لفوج النقل، ما عـدا مـرة واحـدة في العام 1948 حين فصلت ولفترة قصـيرة الى الفـوج الثالـث.
ففي ذلك العام شاركت في مهمة قضت بإرسالنا الى الجنوب حيث كنا في عداد الجيوش العربية التي شاركت في المعركة ضد العدو الإسرائيلي. وما زلت الى اليوم أشعر بالفخر لما أنجزناه هناك. فقد كان العسكريون اللبنانيون مميزين بانضباطهم وبكفاءاتهم العالية، وباندفاعهم، وبذلك استطاعوا أن يكبدوا العدو خسائر فادحة. ويضيف قائلاً:
قضيت أحلى سني عمري في الجيش، في هذه المؤسسة تعلمنا محبة الجار والرفاق ومساعدة الناس. كانت التعليمات تأتينا صارمة كحد السيف وتوصينا بالإنضباط وباحترام المواطنين ومساعدتهم، وقد نشأنا على هذه المبادئ وعشنا حياتنا بوحيها، فخورين لكوننا ننتمي الى لبنان وطناً والى الجيش مؤسسة.
ويخــتم جـبر بحادثة كادت تعـود عليه بعـقاب صارم أيام كان عريفاً، فيقول:
كانـت القوانـين والتعليمات صارمـة جداً، ومن ضمنهـا تخصـيص حذاء ليوم الأحد لا يحـق لنا انتعاله في بقية أيـام الأسبوع. وفي أحـد الأيام خرجت منتعلاً الحذاء في غـير يوم أحـد، وكان جزائي أن أركـض في الأحراج وقتـاً غير قصيـر هربـاً من دراجة للشرطـة، ومن عقاب صارم إذا ما قبض علي متلبساً ب"حذاء الأحد...."
تصوير: المجند جورج عيد