عبارة

لا شكّ في أنّ سياج البنيان الوطني، يتمثل بالدرجة الأولى في حماية الحدود، وهذه الأخيرة تشكّل بدورها رمزًا للسيادة الوطنية ودليلًا على حضور الشّخصية الوطنيّة المتميّزة في عيون المواطنين في الدّاخل، وتجاه المحافل الدوليّة في الخارج.
إلاّ أنّ السيادة الوطنية لا تصمد وتبقى من تلقاء ذاتها، إن لم يتمّ رصفها بالخطوات الحضارية المتلاحقة، ولم تتمّ صيانتها الدائمة والدفاع عنها بشكلٍ مستمر، وكيف لا يكون ذلك شرطًا ضروريًا لا بدّ منه، في وطن مثل لبنان تلاحقه الأطماع وتترصّده الأخطار، سواء من جانب إسرائيل التي بنت كيانها على الاحتلال والاغتصاب، والتي لا تجد ضيرًا في مواصلة هذا الأسلوب العدواني والجري عليه أنّى تيسّر لها، أو من جانب إرهاب متجوّل تهيّئ له الظنون أنّ بإمكانه إيجاد ثغرة ما في هذا الوطن، يستطيع من خلالها الضّرب في وحدة المجتمع، والنّيل من تماسك شعبه وفرادة انفتاحه على العالم.
من هنا، فإنّ تحرير الأرض من العدو الإسرائيلي شكّل واجبًا وطنيًا مقدّسًا، كان لا بدّ منه لتأكيد السيادة الوطنية فوق كلّ شبر من تراب البلاد، ومن هنا أيضًا تأتي المواجهة القويّة المستمرّة مع الإرهاب تتمة واضحة للتّحرير، وضمانًا أكيدًا للسيادة، سواء من خلال صدّ الأعمال الارهابية حيثما ظهرت، أو من خلال استباق حصولها وإفشال ما يخطّط منها في الأوكار والجحور. ذلك كلّه هو ما أنشأ العلاقة التّاريخيّة الراسخة بين المواطن اللبناني ومؤسّسته العسكرية، التي تحمي الحدود، وتصون إنجازات الشعب في المقاومة والتحرير، والتي تمدّ الأيدي للإنماء والبناء، وترفع السقوف عالية ضمانًا لسلامة الوطن، وثبات التآلف والوحدة بين أبنائه.