- En
- Fr
- عربي
زيارة حدودية
الجولات الميدانية لقائد الجيش مفاجأة ينتظرها العسكريون في القطع كافة في أي لحظة. ومن لم تفاجئه الزيارة اليوم يعرف أنها ستحصل غدًا أو بعده. فمتابعته الحثيثة لأدق التفاصيل لا تقتصر على المعلومات التي ترده لحظة بلحظةٍ عبر القنوات المختصة، بل تتخطاها إلى معاينة الواقع ومواكبة ما يحصل على الأرض.
من حضور المناورات وتفقّد القطع البعيدة، إلى وضع حجر الأساس لثكنةٍ هنا ومبنى هناك، يشكّل وجود قائد الجيش العماد جوزاف عون على الأرض واقعًا شبه يومي، خصوصًا عند حصول حدث ما.
التطورات التي شهدتها الحدود اللبنانية جنوبًا في أواخر آب الماضي، استدعت زيارة قام بها العماد عون إلى قيادتَي القطاعَين الشرقي والغربي في اليونيفيل حيث استقبله قائدها العام الجنرال ستيفانو ديل كول.
قائد الجيش الذي نوّه خلال الزيارة بتضحيات عناصر قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، ثمّن التزامها تنفيذ القرار ١٧٠١ ومندرجاته، لافتًا إلى أنه على تواصل دائم مع قيادة هذه القوات لمعالجة أي إشكال قد يطرأ، معتبرًا «عناصر اليونيفيل من عائلة الجيش».
وأثنى على «الجهود التي تقوم بها هذه العناصر في المنطقة من مشاريع ونشاطات، ما يعزّز الاستقرار الأمني ويخفف من صعوبة الظروف المعيشية في ظلّ الوضع الاقتصادي الصعب»، مشددًا على «ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق مع اليونيفيل من خلال التمارين والتدريبات المشتركة التي تساهم في تطوير الخبرات والمهارات العسكرية، ما جعل منطقة قطاع جنوب الليطاني الأكثر أمنًا واستقرارًا في لبنان».
أشكركم على جهودكم من أجل وطني
وقال قائد الجيش: «الهدف من زيارتي هو أن أشكركم على كل تضحياتكم وعملكم المضني وعلى التزامكم وتفانيكم في الحفاظ على السلام في وطني. والسبب الآخر هو أنني أعتبر اليونيفيل بكل وحداتها وبقطاعيها الغربي والشرقي وقوة الاحتياط التابعة للقائد العام جزءًا من القوات المسلّحة اللبنانية».
ضرورة العمل معًا
من جهته، شدّد الجنرال ديل كول على «أهمية تعزيز التعاون مع الجيش اللبناني، لمعالجة الأحداث والانتهاكات بفاعلية وفي الوقت المناسب»، معتبرًا أنّ «الأحداث الخطيرة التي وقعت أخيرًا في منطقة عمليات اليونيفيل، كان يمكن أن تؤدي إلى تصعيد خطير للوضع».
وأكّد ديل كول «ضرورة العمل معًا لتعزيز قدراتنا في مجال المراقبة ومعالجة الوضع على الأرض، بالإضافة إلى تعزيز البنية التحتية الأمنية على طول الخط الأزرق، التي استُخدمت بشكلٍ جيد لناحية الحفاظ على الهدوء والاستقرار منذ العام ٢٠٠٦».
كما شدّد على «ضرورة تلقي قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان الدعم من القوات المسلحة اللبنانية لضمان الانتهاء بسرعةٍ من تحقيقاتها، حول خرق وقف الأعمال العدائية، والتطورات ذات الصلة على الخط الأزرق». وقال: «كانت لدينا نيّة مشتركة للحفاظ على الاستقرار في منطقة العمليات، وضمان خلوها من الأسلحة غير المصرّح بها، والأنشطة العدائية من أي نوع كان».
مناقشة القرار ٢٤٨٥
كذلك، تطرّقت المناقشات بين العماد عون والجنرال ديل كول إلى البنود الواردة في قرار مجلس الأمن الدولي الرقم ٢٤٨٥ الصادر بتاريخ ٣٠ آب الماضي، والذي تمّ بموجبه تمديد ولاية اليونيفيل لمدة عام آخر. وشكر العماد عون الدول المشاركة في اليونيفيل، منوّهًا بتضحيات عناصرها وبخاصةٍ خلال التطورات الأمنية التي شهدتها الحدود مؤخرًا، كما بالتزامهم تنفيذ القرار ١٧٠١ ومندرجاته. ولفت إلى أنه على تواصل دائم مع قيادة اليونيفيل لمعالجة أي إشكال يطرأ.
وكان العماد عون استهلّ جولته بزيارة قاعدة ميغل ديل سرفانتس Miguel Del Cervantes الإسبانية في بلدة إبل السقي - مرجعيون، في حضور قائد القطاع الشرقي الجنرال رافييل مارتينز ديل بيرال General Rafael Martinez Del Peral، الذي قدّم إيجازًا عن مهمات الوحدات العاملة في القطاع الشرقي. بعدها انتقل إلى قاعدة ميلفوي Millevoi الإيطالية في بلدة شمع، إذ استمع إلى إيجاز من قائدها الجنرال برونو بيشيوتا General Bruno Pisciotta عن مهمات الوحدات العاملة في القطاع الغربي.