- En
- Fr
- عربي
تكريم
كرّم الملتقى الثقافي للحوار اللبناني العالمي وتجمّع البيوتات الثقافية في لبنان، في إطار انعقاد مؤتمرهما التاسع عشر، قائد الجيش العماد جان قهوجي، لمناسبة اختياره «رجل العام 2011». أقيم الاحتفال في المجمّع العسكري في جونيه وحضره العميد الركن حسن أيوب مدير التوجيه ممثلاً العماد قائد الجيش، وبحضور العميد الركن يوسف حسين ممثلًا مدير عام أمن الدولة اللواء جورج قرعة، والعقيد الركن الياس حبيب ممثلاً مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، والنقيب مخايل حدشيتي ممثلًا مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم، وعدد من الضبّاط والشخصيّات الفكرية والثقافية والإجتماعية والإعلامية.
طربيه
استهل الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد التجمّع اللذين عزفتهما موسيقى الجيش بقيادة الرائد أبولو سكّر، ومهّدت لهما الشاعرة ندى بوحيدر طربيه ببعض من أبياتها الشعرية الزجلية، ثم كانت كلمة للرئيس المؤسس للتجمّع البروفسور جورج طربيه، تحدّث فيها عن ثلاثة يفخر بأنّه جايلها: الإستقلال اللبناني، نشوء الجيش اللبناني، ونشوء المنظمة العالمية للأمم المتحدة، وهي تتجلّى على أرضنا بأشكال شتّى منذ أكثر من 60 عامًا. أما الجيش اللبناني، فيمثّل نقطة الدائرة وحجر الزاوية وقطب الرحى، وهو بدوره يرتكز على مثلّث قيمي ربّاه عليه مؤسسه وأبوه اللواء فؤاد شهاب: الشرف والتضحية والوفاء.
وأشار البروفسور طربيه إلى تاريخ الجيش وحاضره: «عشية الإستقلال كان الجيش بالمرصاد وكان هو الحلّ وسياسته في ذلك حقن الدماء ما أمكن وإحقاق الحق... واليوم أيضًا حقن الدماء هكذا أكّد المرّة تلو المرّة أن السيف في غمده أحدّ، ووطأته أشدّ ضنّاً بالسلم الأهلي».
ثمّ توجّه بحديثه إلى قائد الجيش بالقول: «إننا لنفخر أيما فخر بالمؤسسة التي تقودون، ونعتزّ بكم صامتين صامدين ساعين إلى رأب الصدع ولأم الجرح في هذا المجتمع المصدّع... ونهنئكم باسم هذا الحشد النوعي الراقي بعيدكم السابع والستين قائدًا شجاعًا ثابتًا في عين العاصفة الثنائية القطب الداخليّة والخارجيّة في آن معتزين بكم رجلاً للعام».
ثم قدّم البروفسور طربيه لقائد الجيش ممثّلًا بالعميد أيوب درع «الملتقى» و«التجمّع» مرفقة بالملف التحضيري للمؤتمر وموسوعة الملتقى الثقافي بأجزائها التسعة عشر (6300 صفحة) بغلاف فني مذهّب، وخريطة «تجمّع البيوتات الثقافية في لبنان».
كلمات وموال
القاضي الدكتور أحمد سفر، ألقى كلمة رحّب فيها بالحضور المثقّف معتبرًا «أن مكنوزات الأيام والسنين أبانت أن روح الثقافة وروح لبنان هما صنوان غالبا المكان والزمان وأبقيا الإرث الثقافي في الميزان». ثم كانت قصيدة للعميد القيّم المتقاعد الدكتور محمد ياسر الأيّوبي.
المطرب الكبير وديع الصافي ومضيف المؤتمر العميد الدكتور إيلي فرنسيس كانا التاليين على لائحة التكريم حيث خصّهما «الملتقى» و«التجمّع» بدرعٍ خاصة وموسوعة الثقافة، غنّى الصافي بعدها موالاً حيا فيه الجيش وقائده بصوته الصدّاح الرائع.
بعدها بدأ البروفسور طربيه تقديم «جوائز جورج طربيه للثقافة والإبداع» باسم «الملتقى» و«التجمّع» (سيف الثقافة والموسوعة) لباقي المكرمين وهم:
سفير الجزائر في لبنان الدكتور ابراهيم بن عوده حاصي، سفير سلطنة عُمان محمد بن خليل الجزمي، الصحافي إميل خوري، الإعلامية كابي لطيف، الشاعر موسى زغيب، الدكتورة كلوديا شمعون أبي نادر، الفنان التشكيلي شوقي دلال.
قيادة الجيش
للمناسبة ألقى العميد الركن أيوب كلمة قائد الجيش شكر فيها «الملتقى» و«التجمّع» على اللفتة الكريمة ورحّب بالحضور قائلاً: «أعبّر عن سعادتي لاختياركم هذا الصرح مكاناً للقائكم. ليس أحب إلى المؤسسة العسكرية من أن ترى أبناء الوطن يتحلّقون حولها تحلقًا عائليًا عفويًا، عميق المعاني نبيل الغايات، وليس أهم لديها من أن تكون وحداتها قريبة من المواطنين في ساعات الشدّة، وقريبة أكثر في أيام البحبوحة والسلام. في عيونكم الآن، أقرأ ما يختلج في قلوبكم من صادق المشاعر إزاء جيش لبنان، وأظهر لكم في الوقت نفسه، ما يعمر به قلب هذا الجيش وعقله من شرف وتضحية ووفاء من أجل القيم الوطنية التي أنتم رسُلُها في لبنان الحضارة والعالم بأسره».
وأضاف: «إن أقصى ما يطلبه المواطن من جيشه، هو الدفاع عن المواطن في وجه العدوان الإسرائيلي، والتصدّي للإرهاب، ونشر الأمن والاستقرار على امتداد الخريطة اللبنانية. وأغلى ما يتمناه الجيش من المواطن، هو أن يتمتّع بالكنز اللبناني المعروف: الحرّية، في حدود المبادئ والأصول. وما يرسّخ النضوج في النفوس، الجهود الفكرية الاجتماعية التي تقوم بها مراكزكم الثقافية، إضافة إلى المساعي الخيّرة لتعميق البحث في تراثنا الوطني، والإعداد لإطلالات واعدة على الغد المشرق.
هذه مسلَّمة، ولكن ثمة وجهاً آخر للجيش يجعله رائداً بين بيوتات الثقافة في لبنان. فالثقافة لها حصتها الوافرة في صفحات مطبوعات مديرية التوجيه وبرامجها الإذاعية والتلفزيونية، وفي أنغام موسيقى الجيش، وكم من عسكري مهما كانت رتبته، صال وجال في ميادين الثقافة تاركاً أروع الأثر، والفرصة غير سانحة الآن لتعداد أبرزهم. أجل، الجيش اللبناني بيت من بيوتات الثقافة في لبنان يعشق السيف والقلم معًا».
وختم العميد أيوب بالقول: «أيها العزيزات والأعزاء في تجمّع البيوتات الثقافية في لبنان، إن الجيش، قيادة ومواقع ووحدات، يقوم بواجبه الوطني بشكل طبيعي، وفق ما يمليه القانون والضمير، إلاّ أنه لا يهمل أي رأي من أي مواطن، فكيف به إن كان هذا الرأي من إحدى النخب اللبنانية الراقية التي تمثّلون، ويعبّر عن تقديركم لإنجازات المؤسسة العسكرية واطمئنانكم إلى دورها الوطني الجامع.
تكريمكم للجيش وقيادته، أعود وأتوجّه به إلى العسكريين، ومن خلالهم إلى اللبنانيين جميعًا. إنه تكريم من بيوتاتكم الثقافية بشخص البروفسور جورج طربيه، يعود الجيش وينثره في البيوتات اللبنانية بأكملها، حيث سنعمل معًا ويدًا بيد على نشر الوعي والفكر الحر والثقافة الحقّة في حمى الجنود ورعاية المخلصين».
وفي ختام الحفل أقيمت للمناسبة مأدبة غداء على شرف المكرّمين والحضور.
العميد الأيوبي حيّا الجيش والصافي عقّب مرتجلاً
في قصيدة ألقاها العميد القيّم المتقاعد الدكتور محمد ياسر الأيّوبي بالمناسبة، حيّا الجيش وقائده قائلاً:
في ظل تاج الجيش كان المبتدا
وبسرِّ قائده الحكيم تعمَّدا
فالجيش أصبح للثقافة راعيًا
والسيفُ في غُمد الثقافة أُغمدا
إكليل لبنان العظيم ورمزه
علمٌ وسيفٌ قاطعٌ إن جُسِّروا
فتحيّةً للقائد الأعلى الذي
قد صاغ لبنانَ العزيز السيِّدا
وفي «ردّته الإرتجالية» أشاد المطرب الكبير وديع الصافي بالجيش بقوله:
يا جيش يا صامد بأعلى جبالنا
فيك عالإيام منقشع حالنا
شاب التاريخ وختيرت عين الزمان
وبعدك يا جيش رمز استقلالنا