عبارة

في سلسلة العمليات المتواصلة الناجحة التي تقوم بها الوحدات العسكرية في مواجهة الإرهاب، سواء في الداخل أو عند الحدود، تبرز عمليات تحمل صيدًا ثمينًا، وتؤدي إلى أهداف كبيرة، نسمّيها عمليات نوعية. العمليات النوعية تلك، تختصر ما كان يمكن أن نحققه في عمليات كبيرة، بإفشالها محاولات إجرامية مختلفة في أكثر من مكان، وإسهامها في الحصول على اعترافات مباشرة من شأنها تيسير الوصول إلى الحقيقة الثابتة في تحقيقات كثيرة تنتظر صدور الأحكام، والفصل بالتالي بين المجرمين والأبرياء. لكنّ ذلك كلّه لا يعني أن النوعية هنا تلغي الكمية أو تخفّف من لزومها وفعاليتها، فكل عمل تقوم به وحدة عسكرية هنا، أو وحدة أخرى هناك، من شأنه أن يضمن سلامة الوطن والمواطن.
من هنا، أتت العملية الأخيرة التي نفّذتها مديرية المخابرات في مخيم عين الحلوة بمنتهى الاحتراف والدقة، والتي أفضت إلى توقيف ما يسمّى بأمير تنظيم داعش الإرهابي في المخيم، بعد أن كان بصدد التحضير لتنفيذ تفجيرات دموية في عدد من المرافق الحيوية والأسواق التجارية والتجمعات البشرية، لتجنّب البلاد اهتزازًا أمنيًا خطيرًا وخسائر مادية وروحية جسيمة، وهذا ما دفع الأوساط المحلية والإقليمية والدولية إلى التعبير عن إعجابها بكفاءة الجيش وقدراته الأمنية الاستثنائية.
لقد بات المجتمع الدولي يطمئنّ بشكل واضح إلى ما يقوم به الجيش اللبناني في مواجهة الإرهاب والتصدي لأهدافه وإفشال مخططاته، بحيث باتت المساعدات أشبه ما تكون بإسهامات لا بدّ منها في هذه المهمة الإنسانية العالمية التي من شأنها حماية الإنسان والحفاظ على إنجازاته الحضارية من علم وثقافة واقتصاد وصحة. وكيف لا يعرف العالم ذلك، وهو يرى كرة النار تدور حولنا، ويزداد حجمها ويشتدّ لهيبها، ونحن نرفع السواعد وننجح في منعها من أن تسقط في ديارنا مهما اجتهد اللاعبون؟