- En
- Fr
- عربي
من المفكرة
الصرخة التي أطلقها قائد الجيش العماد جوزاف عون في آذار الماضي منبّهًا من خطورة الوضع الذي تعانيه المؤسسة العسكرية بسبب انعكاسات تدهور سعر صرف الليرة مقابل الدولار على رواتب العسكريين، ومحذرًا من الخطر المحدق بكيان لبنان إذا عجز الجيش عن النهوض بأعبائه الثقيلة، ظلت محليًا صرخة في وادٍ. لكنّ أصداء هذه الصرخة الموجعة ترددت عربيًا ودوليًا، وترافقت مع اتصالات ومساع متواصلة من القيادة بالأشقاء والأصدقاء بهدف توفير الدعم للمؤسسة العسكرية. وقد كانت زيارة العماد جوزاف عون لفرنسا أبرز هذه المساعي.
شرح قائد الجيش للمسؤولين الفرنسيين وفي مقدمهم الرئيس إيمانويل ماكرون خطورة الأوضاع، وما تعانيه المؤسسة العسكرية، وضرورة الوقوف إلى جانبها. وأطلع مضيفيه على حاجات الجيش اللبناني التي لا تقتصر على السلاح فقط، وأبرزها دعم العسكر في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية التي يمر بها لبنان، وانعكاسها على رواتب العسكريين وأوضاعهم المعيشية. وأثار موضوع عقد مؤتمر دولي لدعم الجيش، وهو سبق أن أثار الموضوع نفسه مع عدة دول أبدت استعدادها للمساعدة، ومنها فرنسا والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وإيطاليا.
سندعم الجيش
زيارة فرنسا أثمرت مؤتمرًا دوليًا لدعم الجيش عُقد افتراضيًا، وبنتيجته أعلن المجتمع الدولي بصراحةٍ: سندعم الجيش لأنّه ركيزة الأمن والاستقرار في لبنان، وخطر اهتزاز هذا الاستقرار يتخطى الحدود اللبنانية، لكن مساعداتنا ستصل مباشرة إليه...
عُقد المؤتمر بدعوةٍ من فرنسا ودعم من إيطاليا ومكتب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان، وشارك فيه كل من وزيرة الدفاع الفرنسية السيدة Florence Parly ووزير الدفاع الإيطالي Lorenzo Guerrini، ونائب رئيس حكومة تصريف الأعمال وزيرة الدفاع الوطني ووزيرة الخارجية والمغتربين بالوكالة السيدة زينة عكر، والمنسقة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان السيدة Joanna Wronecka، وقائد الجيش العماد جوزاف عون، وممثل عن الاتحاد الأوروبي، ووزراء دفاع كل من: المملكة المتحدة والمملكة الإسبانية والإمارات العربية المتحدة وقطر، وممثلون عن كل من: البحرين والدانمارك والولايات المتحدة الأميركية والصين والسويد وألمانيا وتركيا وروسيا وفنلندا وكندا ومصر وهولندا، إضافة إلى قائدَي الجيشَين الأردني والكويتي، وقائد قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.
أكدت Parly دعم بلادها المتواصل للبنان جيشًا وشعبًا، معتبرة أنّ الجيش اللبناني هو العمود الفقري وركيزة الأمن والاستقرار. وشددت على ضرورة المحافظة على تماسكه كي يبقى قادرًا على إكمال مهماته، داعية إلى توحيد الجهود لتلبية حاجاته الملحة. تلاها Guerrini، الذي اعتبر أنّ لبنان يمر بأزمةٍ غير مسبوقة، مشيرًا إلى ضرورة الاستجابة لحاجات الجيش من خلال توافر متطلبات الدعم الأساسية له. وأكدت الوزيرة عكر أنّ المؤتمر اليوم هو عمل تضامني إضافي يقوم به المجتمع الدولي لدعم المؤسسة العسكرية التي تحتاج دعمًا فعليًا كي يستمر الجيش في أداء مهماته. بدورها Wronecka الدول المشاركة على تلبية حاجات الجيش الطارئة والضرورية، مؤكدة أنّ مكتب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان سيتابع نتائج المؤتمر عبر لقاءات دورية تبدأ في أيلول المقبل.
شكرًا لثقتكم
وشكر العماد عون الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تنظيم هذا المؤتمر، كما شكر المشاركين فيه انطلاقًا من ثقتهم بالمؤسسة العسكرية وحرصهم على بقائها واستمراريتها، لأنّها العمود الفقري للبنان والركيزة الأساس لاستقراره أمنيًا واجتماعيًا.
وبعد عرض المهمات العديدة الموكلة إلى الجيش والتحديات التي يواجهها على مختلف الصعد، إضافة إلى الدور الذي اضطلع به بعد انفجار مرفأ بيروت، قال: «يحظى الجيش بدعمٍ وثقة محلية ودولية، لذا تزداد الحاجة اليوم أكثر إلى دعمه ومساندته كي يبقى متماسكًا وقادرًا على القيام بمهماته».
أجمع المشاركون في المؤتمر على أنّ دعم الجيش يعكس اهتمام المجتمع الدولي بوحدة لبنان وسيادته واستقراره، وشدّدوا على ضرورة مساندة الجيش لأنّه الركيزة الأساس للاستقرار في لبنان، مؤكدين ضرورة التنسيق في ما بينهم من أجل تلبية الحاجات الضرورية لمواجهة هذه الأزمة، والتي ستصل مباشرة إلى المؤسسة العسكرية. واتفق المشاركون على أن يستكملوا اللقاءات، كما تكليف ملحقيهم العسكريين في لبنان التنسيق مع قيادة الجيش لمتابعة الأطر التنفيذية للمساعدات المزمع تقديمها والتي ستشمل الحاجات الإنسانية والطبية واللوجستية.
قائد الجيش: لن نسمح بالمسّ بأمن طرابلس
عقب الأحداث التي شهدتها طرابلس في أواخر حزيران الماضي ومطلع تموز الحالي، تفقّد قائد الجيش العماد جوزاف عون الوحدات العسكرية المنتشرة في المدينة، وتوجه إلى العسكريين بكلمةٍ منوهًا بانضباطهم ومناقبيتهم وشجاعتهم في نزع فتيل الفتنة. وقال: أراد البعض وضعنا في مواجهة مع طرابلس، ولكن بحكمتكم أنقذتم المدينة وأهلها.
وخاطب العماد عون أهالي طرابلس قائلًا: نحن جزء منكم، ونشعر بمعاناتكم ووجعكم، لكم الحق في التعبير السلمي ونحن نحميكم، ولكن لا تدعوا العناصر المشاغبة تسيء إليكم أو تجركم إلى مواجهة مع الجيش. وأكّد: لن يجرنا أحد إلى مواجهة مع أهلنا، وفي المقابل لن نسمح لأي كان بالمسّ بأمن المدينة ولا بأمن أي منطقة لبنانية أخرى.
النجاح في الظروف الصعبة
«نحن اخترنا هذه المسؤولية وسنستمر في تحمّلها، لن نفرّط بمحبة اللبنانيين واحترام المجتمع الدولي لنا، أتمنى ألّا نذهب إلى الأسوأ، لكن بصراحةٍ نحن ذاهبون إليه. المؤسسة العسكرية هي الوحيدة التي ما زالت واقفة، وسأبذل كل ما في وسعي لأجلب المساعدات ليبقى الجيش قادرًا على حماية الوطن»...
تلك بعض العناوين التي جاءت في كلمة قائد الجيش العماد جوزاف عون خلال زيارته كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان ولقائه ضباط دورة الأركان الخامسة والثلاثين قُبيل تخرّجهم. فقد زار العماد عون الكلية مهنئًا ضباط الدورة بالنتائج التي حقّقوها، منوهًا بما امتلكوه من إرادة التعلّم والنجاح رغم أنّ هذه السنة كانت صعبة للغاية. وإذ أشار إلى أنّ النجاح هو ثمرة التعب، تعب المتخرجين وتعب الكلية بقيادتها وضباطها ومدربيها، أكد أنّ القائد الناجح هو الذي يثبت جدارته في الظروف الصعبة.