بطاقة ملونة

بطاقة ملونة
إعداد: محمد سلمان

• ما أحيلى السهر حول مواقد الحطب وأحاديث السمر في ليالي الضيعة حتى مطلع الفجر، فلا النعاس يتسلل إلى العيون، ولا الملل يتمدد إلى النفوس، لأن ليالي الضيعة تزهر فجرًا يأتي إليها بصباحات الخير ودفء العمل من أجل الأرض.
وفي حكايا الضيعة: سيرة الأجداد والآباء والأجيال في معانقة العناء والصعاب بالحرث والزرع والحصاد، ومصافحة التعب بأكف ملونة بذهب السنابل ومعطرة برائحة الخبز والتراب.

 

• حوار:
سئلت: لماذا تكثر من الكتابة والحديث عن ضيعتك شمسطار؟
قلت: لأنها مزود ولادتي ومهبط قلمي، وجنة أحلامي.
وسئلت: كيف تصف حنينك إلى ضيعتك؟
قلت: كحنين القلم إلى حبره، وحنين الشعر إلى وحيه، وحنين الناي إلى لحنه، وحنين السهل إلى سنابله، وحنين الشلال إلى مائه، وحنين الحرف إلى كلمته.
وسئلت: كيف تهون الصعاب من أمامك؟ قلت:في إرادة لا تتردد، وعزيمة لا تتراجع، وعمل مبرمج، وثقة بالنفس تتجدد.

 

• معادلة:
الإنسان الطامح يصنع ظروف نجاحه، فإذا ما نجح لا يصاب بالغرور، وإذا ما فشل لا يصاب بالإحباط. والإنسان اليائس، تتلاعب به الظروف، فيصبح عالة على نفسه وعلى الآخرين.
بلاغة الكلام في الوضوح والإيجاز، وبلاء الكلام في التعقيد والتعجيز والتكرار.
إحذر من الوقوع في زلة اللسان خلال الكلام، ومن زلة القدم خلال السير. ففي الأولى إساءة، وفي الثانية سقوط.
الكثرة في الوعود قلة في التنفيذ، والغزارة في المديح هي الوجه الآخر للذم والتشهير.
في التآلف والتكاثف والتآخي والإيثار، تصبح القرية مدينة صغيرة، وتصبح المدينة قرية كبيرة.
ففي المدينة: زاد ثقافتي.
وفي الوطن: مزار انتمائي.

 

• كتب إليها يقول:
من قال: إنك ظل توارى، وحبّ تلاشى، وذكريات هوت.
لا، لا، فأنت ظل لا تكسره عتمة.
أنت حبّ يتوالد. أنت ذكريات غدٍ بعد لم يولد.
وكتبت إليه تقول:
أبعث إليك بطاقة ملونة بشدو الحساسين والبلابل وهمس الفراشات، إلى لقاء في ظلال سنديانة تختزن حكايا الحب والحنين.