- En
- Fr
- عربي
عبارة
تترافق مسيرة الجيش مع مسيرة هذا الوطن، فيكاد لا يُذكر أحدهما من دون أن يذكر الآخر. وإذا استعرضنا المحطات البارزة في هاتين المسيرتين المتلازمتين، وجدنا أنهما تتشاركان الارتفاع والانحدار؛ فكلما مررنا بفترة عانى فيها بلدنا من الويلات والحروب والتشرذم والفتن، لاحظنا غياب الجيش وتهميش دوره الجامع، وكلّما تمعنّا في مرحلة ازدهار واستقرار وطمأنينة، تبيّن لنا أنّ الجيش القوي والقادر هو الركيزة والمحور.
تمتلك المؤسسة العسكرية سجلًا حافلًا يثبت أنّها منذ نشأتها تبقي اليد على الزناد في مواجهة العدو الإسرائيلي الغاصب الذي يحتل أجزاء غالية من أرضنا، والإرهاب الذي أتى بوسائل غير تقليدية وأفكار متطرفة، مستفيدًا من الظروف الإقليمية المتفجّرة، وتأثيرها في أوضاعنا بشكلٍ أو بآخر. ويضاف إلى التصدي لهذَين العدوَّين، واجب ملاحقة المخلّين بالأمن ومروّجي الفتنة ومفتعلي الصدامات في قلب الوطن. مواجهة هذه التحديات مجتمعة بنجاح وانتصار، وإبقاء الوطن بعيدًا عن الانهيار على الرغم من كل ما يُحكى ويُشاع، وإفشال مخطّطات الفتنة والتفرقة، يثبت احترافية الجيش وصوابية قراراته وصدق التزاماته.
قد يأخذ النقاش السياسي مداه في بلادنا، ويحتدم صراع المطالب، إلا أنّ في الذاكرة الجماعية لأبناء الوطن صورًا وأخبارًا كافية عن أخطار التهور والمغامرات. وفي اليقين أيضًا أنّ الحرائق لو اشتعلت من جديد لأصابت الجميع. وطالما أكدت القيادة في أكثر من مناسبة، أنّ العودة إلى الماضي ممنوعة، وأنّ من شهد الدمار الذي سببته الأحداث الداخلية والتدخلات الخارجية، عليه أن يشرح ذلك للأجيال الجديدة، منعًا من الوقوع في تلك التجربة المشؤومة، وحفاظًا على كل إنجاز تم تحقيقه.
وها هو الجندي حاضر على الأرض لينزع فتيل أي توتر داخلي وها هو بينما تُكتَب هذه السطور، يوقف المشبوهين ويضبط المخلّين، مؤكدًا أنّ الجيش هو الضامن الأساسي للكيان اللبناني.