- En
- Fr
- عربي
مفكرة 2014
أكبر حوادث الطيران وفيضانات... وإيبولا يثير موجة ذعر
حوادث الطيران، غضب الطبيعة وما يرافقه من كوارث ومآسٍ وأضرار، الأوبئة والأمراض... عناوين اقتطعت حصة كبيرة من أيام العام 2014. وفيما يبدو مستحيلًا السيطرة على غضب الطبيعة التي تتجه ظواهرها إلى مزيد من الجموح، فإن جهود العلماء والمختصين تبشّر بالخير في ما خصّ الـ«ايبولا» والسلّ.
حوادث طيران بالجملة
في آذار فقدت طائرة ماليزية من نوع «بوينغ 777-200 إي آر» على متنها 239 شخصًا، بينما كانت تقوم برحلةٍ ليلية من كولالمبور إلى بكين.
هذا الحادث اعتبر لغزًا، إذ أنّه الأكثر غموضًا بين حوادث الطيران. فاستنفار العديد من الدول وعلى رأسها أميركا والصين، عقب الحادث، وعمليات البحث المكثّفة، فشلت جميعها في العثور على مؤشرات تنبئ بمصير الطائرة وركابها. وعلى الرغم من إعلان ماليزيا أن الطائرة تحطمت في المحيط الهندي، فإنّ الغموض ظلّ محيطًا بسبب انحرافها عن مسارها المحدّد.
هذا الحادث المأسوي أعقبته ثلاثة حوادث في عالم الطيران، حصلت جميعها خلال شهر تموز!
ففي 17 تموز، تحطمت طائرة أخرى من طراز «بوينغ 777-200 إي آر»، بالقرب من مدينة شاختارسك، شرق أوكرانيا، حيث كانت تدور معارك بين انفصاليين موالين لروسيا والقوات الحكومية الأوكرانية. الطائرة التابعة للخطوط الجوية الماليزية (الرحلة 17) والتي كانت على ارتفاع 10,000 متر، أسقطت بصاروخ جو أرض من نوع بوك، وفق ما أعلنه الرئيس الأميركي باراك أوباما بالاتفاق مع وزارة الداخلية الأوكرانية. 280 مسافرًا و15 آخرون هم أفراد الطاقم، لقوا مصرعهم في هذه الكارثة التي تعدّ من أكبر حوادث الطيران من حيث عدد الضحايا حتى تاريخه.
في الرابع والعشرين من الشهر عينه، تحطمت طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائريّة بعد 50 دقيقة على إقلاعها من واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو في رحلةٍ إلى الجزائر العاصمة. الطائرة كانت تحمل إلى طاقمها المكوّن من 6 أفراد مائة وعشرة ركاب معظمهم فرنسيون وبينهم 20 لبنانيًّا. وفيما أكدت حكومة باماكو في مالي فقدان الطائرة الجزائرية فوق أراضيها، أعلن مسؤول في الطيران الجزائري أنّها تحطمت، من دون أن يذكر الأسباب. الأكثر إيلامًا في هذه الفاجعة كان عدم العثور على أي جثة من الجثث الـ116، وإنما على أجزاء من الرفات نقلت عيّنات منها إلى فرنسا لتحليلها. التعرّف إلى هويات الضحايا، استغرق أشهرًا، بحيث وصلت جثامين الضحايا اللبنانيين إلى مطار رفيق الحريري الدولي مساء 21 كانون الاوّل.
وفي أواخر شهر تموز، تحطمت طائرة ركاب تايوانية، في أرخبيل جزر بينغهو في تايوان، بعد أن اصطدمت بأحد الأبنية وسط جوّ عاصف.
وقبل أن يلفظ العام أيامه الأخيرة، وقعت كارثة جوية جديدة، كان ضحيتها طائرة ماليزية أيضًا، على متنها 162 راكبًا بالإضافة الى طاقمها.
زلازل وفيضانات
خلال شهر آب، ضرب زلزال بلغت قوته ستّ درجات على مقياس ريختر منطقة إنتاج النبيذ في ساحل خليج سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا ممّا أدى إلى إصابة عشرات الأشخاص واشتعال الحرائق وإتلاف مصانع الخمور وفرار آلاف السكان من منازلهم وانقطاع التيار الكهربائي.
كذلك، لقي 615 شخصًا حتفهم وأصيب أكثر من 3000 آخرون وفُقد 114 شخصًا في الزلزال الذي ضرب جنوب غرب الصين الذي بلغت قوته 6.5 درجات. وقد أكدت قناة التليفزيون الصينية الرسمية بعد عدة أيام، أن هذا الزلزال كان الأقوى خلال السنوات الـ14 الأخيرة. دمّر الزلزال 80 ألف منزلٍ، وألحق أضرارًا كبيرة بـ124 ألف مسكن، كما تمّ إجلاء 230 ألف شخص. بشكل عام، تضرر من الكارثة التي أصابت مناطق جبلية نائية، أكثر من مليون شخص، وأرسلت السلطات إلى المقاطعات المنكوبة 11 ألف عنصرٍ من الشرطة والإطفاء، بالإضافة إلى 7 آلاف من جنود وزارة الداخلية، مدعومين بالمروحيات وطيران النقل العسكري والطائرات من دون طيار.
وفي آب أيضًا، أدت السيول والفيضانات في السودان إلى مصرع 39 شخصًا وتدمير آلاف المنازل، حسبما أفادت الداخلية السودانية.
وفي أيلول، نقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن السلطات المحلية أنّ الفيضانات في باكستان أودت بحياة 241 شخصًا، أما في الهند فراح ضحيتها 200 شخص على الأقل. هذا وقد تجاوز العدد الإجمالي لمتضرري الفيضانات في البلدين مليونًا ونصف مليون شخص.
أما العدد الأكبر من الضحايا فتم تسجيله في ولاية البنجاب شمال الهند وفي الجزء الباكستاني من إقليم كشمير، حيث دمرت الفيضانات الموسمية عشرات الجسور، وأسفرت عن تشريد الآلاف. وفي بعض المناطق ارتفع منسوب المياه إلى 4 أمتار وغمرت الفيضانات نحو 2500 قرية هنديّة.
اليابان نالت نصيبها من الكوارث في تشرين الأوّل بسبب انفجار بركان «أونتاكي» وسط البلاد ما أدى إلى سقوط إلى 48 قتيلا. ويذكر أنّ انفجار بركان «أوندزين» في جزيرة كيوشو (1991) كان يعدّ الأكثر مأساويّة في تاريخ اليابان منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، فقد دفنت سيول من الماغما 43 شخصًا بينهم باحثون علميون وصحفيون.
خلال الشهر نفسه، أعلنت السلطات السريلانكية أن قرابة 100 شخص قتلوا في سيول من الأوحال تسببت بها الأمطار الموسمية وسط الجزيرة. وقال المركز السريلانكي للتعامل مع الكوارث الطبيعية، إنّ عددًا من المنازل وقع تحت طبقات من الأوحال يبلغ ارتفاعها 8 أمتار.
في تشرين الثاني، خلّفت الامطار الغزيرة التي هطلت على أنحاء من جنوب المغرب أضرارًا جسيمة، إذ قطعت الطرقات وانهارت السدود وغمرت الفيضانات أحياء سكنية، في حين بلغ سوء الوضع في منطقة كلميم حدًّا دفع السلطات الى إعلان الإقليم «منطقة منكوبة»، خصوصُا بعد الأعلان عن مقتل 47 شخصًا على الأقل. وأفادت وزارة الداخلية بأن عمليات التدخل الجوية والأرضية، التي باشرتها فرق الإنقاذ في الوقت المناسب، مكّنتها من إغاثة 200 شخص، 40 منهم تم إنقاذهم بواسطة مروحيات تابعة للقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي.
في الشهر نفسه، قتل 24 عاملًا وجرح 52 نتيجة اندلاع حريق في منجم للفحم شمال شرق الصين.
وفي كانون الأول أعلن الصليب الأحمر الفلبيني أنّ قرابة 27 شخصًا على الأقل لقوا حتفهم مع ارتفاع منسوب المياه في بلدة بورونجان بجزيرة سامار الشرقية التي ضربها الإعصار «هاجوبيت». وذكرت شبكة «إورونيوز» الأوروبية أنّ الإعصار أجبر أكثر من مليون شخص على النزوح من المناطق الواقعة وسط الفلبين، فيما بلغت سرعة الرياح 105 كيلومترات في الساعة.
فيروس يثير الرعب
أُبلِغ عن أولى حالات الإصابة بوباء إيبولا في شهر آذار، الفيروس القاتل الذي أثار الرعب استدعى استنفارًا طبيًّا واجراءات وقائية لمنع تفشيه وتمدده بعد ظهوره وانتشاره في ثلاث دول أفريقيّة (غينيا وليبيريا وسيراليون).في تشرين الثاني من العام 2014، باشر الأطباء في كندا والولايات المتحدة الأميركية اختبار أوّل لقاح ضد إيبولا على البشر. بعد أن تمّ اختباره بنجاح على الحيوانات. وهذا اللقاح من ابتكار المختبر الوطني للأحياء المجهرية في كندا، وستعلن نتائج الاختبار في العام 2015. في موازاة ذلك، وخلال كانون الأوّل، كشف علماء من مدينة بطرسبورغ الروسية أنّهم طوّروا لقاحًا جديدًا ضد ايبولا سيبدأ اختباره في مطلع 2015. وأعلن مدير معهد بحوث الإنفلونزا، أن العلماء يعملون بإشراف منظمة الصحة العالمية وبتمويل من وزارة الصحة الروسية على استخدام طرق الهندسة الوراثية في مكافحة الفيروس. وأكد أن في روسيا خمسة مصانع للأدوية يمكنها خلال فترة وجيزة انتاج كمية من اللقاح تكفي لوقف انتشار الوباء.
«كورونا» يعيد انتشاره
تم تأكيد الإصابة الأولى بفيروس الـ»كورونا» في العام 2012، ويتزايد القلق اليوم من معدل انتشاره الذي يسبّب «متلازمة الإلتهاب الرئوي التاجي الشرق أوسطي» (اختصاره العلمي MERS-CoV)، وفق تسمية منظمة الصحة العالمية. وبحسب مركز الوقاية من الأمراض في الولايات المتحدة، ليس هناك من جديد في ما يتعلق بالبحوث الطبية الخاصة بالفيروس، كما أنه لا يوجد علاج محدّد له (مضاد حيوي أو غيره) باستثناء الأدوية التي تعطى لمعالجة الأعراض.
وتخشى الهيئات الصحية العالمية من تزايد انتقال الفيروس من شخص إلى آخر، وكذلك من بلدٍ إلى آخر. وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الصحة السعودية (أواخر العام 2014)، أنّ عدد الحالات المسجلة في المملكة وصل إلى 810، 451 حالة تماثلت للشفاء، بينما تخضع 11 حالة أخرى للعلاج، فيما بلغ عدد الوفيات منذ شهر حزيران من العام 2012، 348 حالة.
على الصعيد العالمي فإنه تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية، عمّا مجموعه 909 إصابات بعدوى فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، بينها 331 حالة وفاة على الأقل.
شلل الأطفال
أطلقت منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع اليونيسف خلال العام 2014، أكبر حملة من نوعها للتحصين ضد الشلل بهدف حماية ملايين الأطفال دون سن الخامسة في مختلف أنحاء الوطن العربي من هذا المرض الذي عاد للظهور، بعد غياب استمرّ أكثر 14 عاما. تأتي هذه الحملة في وقت دقيق تشهد فيه المنطقة نزوح أعداد ضخمة من الأطفال هربًا من العنف والاضطرابات. وتعتبر اليونيسف هذا الموضوع في طليعة أولوياتها. لذلك، تهدف الحملة للوصول إلى الأطفال في مناطق النزاع، والمجتمعات المهجرة والمضيفة على حد سواء.
نقص المناعة المكتسبة (الإيدز):ردم الهوّة بين المصاب ومحيطه
«ردم الهوة يبدأ بالتعليم»، هو شعار الأونيسكو الذي يعكس رسالة حملة برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز). الحملة دعت إلى القضاء على وباء مرض الإيدز بحلول العام 2030، ودعت إلى تضافر الجهود لسد الفجوة القائمة بين المصابين بهذا الفيروس المجتمع. كما تعهدت بإتاحة الفرصة لجميع المصابين والذين يفوق عددهم 35 مليون شخص في العالم، للحصول على الخدمات التي يحتاجون إليها بالإضافة إلى الأدوية والعلاجات الحيوية. كذلك، ركزت على العمل على توعية 19 مليون مصاب ممن يجهلون وضعهم كحاملين لفيروس الإيدز، وتقديم الدعم اللازم لهم. وقد خلصت الحملة إلى أنّ قطاع التربية يضطلع بدور رئيس في سد الفجوة من خلال منع الإصابات الجديدة بفيروس الإيدز في صفوف الشباب، ودعم مجالات الاختبار والعلاج والرعاية، فضلًا عن الحد من الوصم والتمييز في البيئات المدرسية. وخلال العام 2014، وفّرت الأونيسكو دعمًا تقنيًا في مجال التثقيف الجنسي لوزارات التربية والتعليم في دول أميركا اللاتينية والكاريبي، أوروبا الشرقية، آسيا الوسطى، أفريقيا والشرق الأوسط...
الملاريا: انخفاض معدل الوفيات
أعلنت منظمة الصحة العالمية في كانون الأول من العام 2014 انخفاض معدلات وفيات الملاريا على الصعيد العالمي بنسبة 47?. كما أوضحت أنّ هناك تقدمًا قد أحرز في مجال مكافحة هذا الوباء، منوّهةً بالجهود التي بذلت على مدى العقد الماضي والتي أدت إلى نتائج متقدّمة. وفي هذا الشأن، أشار مدير برنامج مكافحة الملاريا في منظمة الصحة العالمية إلى أنّ الملاريا لا تزال موجودة في 79 بلدًا في جميع أنحاء العالم، وتتركّز أكثر الإصابات في جنوب الصحراء الأفريقية.
إلا أنّ التقرير سجّل تقدمًا إيجابيُّا، فقد انخفض معدل الوفيات بين الأطفال دون سنّ الخامسة وهي الفئة العمرية التي تتركز فيها مشكلة الملاريا بنسبة تقارب الـ 58?. وتم تفادي أكثر من 4 ملايين حالة وفاة منذ العام 2000 حتى اليوم، وذلك بسبب الجهد العالمي المبذول في هذا المجال.
السلّ: 9 ملايين مصاب
ذكرت بيانات منظمة الصحة العالمية في «تقرير السل العالمي لعام 2014» أنّ نحو تسعة ملايين شخص مصابون بهذا المرض حاليًا، مشيرةً إلى أن مرض السلّ لا يزال يندرج ضمن أكثر الأمراض المعدية فتكًا بالإنسان. في موازاة ذلك، أوضحت المنظمة أنّ عدد الوفيات الناتجة عن الإصابة بهذا المرض يتراجع تدريجيًا. كما أكّدت أنه تمّ إنقاذ حياة 37 مليون مريض تقريبًا في الفترة الممتدّة بين العامين 2000 و2013، وذلك بفضل تقنيات التشخيص والعلاج الأكثر تطورًا. ولكن بسبب عدم إمكان تجنّب معظم حالات الوفاة الناتجة عن الإصابة بالسلّ فإنّ عدد الوفيات سيظل عاليًا على نحو غير مقبول وفق المنظمة.