- En
- Fr
- عربي
موضوع الغلاف
كانوا جيشًا إلى جانب الجيش... فالإعلاميون انتشروا على كامل الأراضي اللبنانية لتغطية مجريات الانتخابات، كما انتشر جيشنا لحفظ أمن هذه العملية. هو حامي حرية الرأي والتعبير، وهم المنادون بهذه الحرية والمتحدثون باسمها، فكيف لا يتعاونان على الأرض، وخصوصًا عند تغطيتهما لاستحقاق وطني بهذه الأهمية؟
ترافَقَ الجيشان في رحلتهما إلى المناطق اللبنانية عشية الاستحقاق... جيش تمركز بآلياته وحواجزه ودورياته، وآخر بعرباته للبث الخارجي وكاميراته وميكروفوناته، على أهبة الاستعداد لمواكبة هذه العملية الديموقراطية. كلاهما عينه على المواطن، وعلى مراكز الاقتراع، وعلى الأحداث الميدانية، الأول لضمان أمن العملية وسلامتها، والآخر لنقل الأحداث ثانية بثانية. فكيف صوّر الجيش الإعلامي أداء جيش الوطن على الأرض خلال هذه الانتخابات؟
كل التقدير والإشادة
الإعلامية نوال الأشقر (تلفزيون لبنان ولبنان 24)، كانت شاهدة خلال تغطيتها وقائع العملية الانتخابية كمراسلة على تأمين سلامة هذا الاستحقاق من الناحية الأمنية، وعاينت على أرض الواقع، لا سيما في محيط مراكز الاقتراع، الترجمة الفعلية للخطة الأمنية التي وضعتها قيادة الجيش. وتقول: «كان انتشار عناصر الجيش مصدر طمأنينة وارتياح لنا كمراسلين، وللناخبين والمرشحين في الوقت نفسه، ولاحظنا أنّ عدد العناصر كان ينقص أو يزداد وفق حساسية المنطقة من الناحية الأمنية. مشهد العسكريين المتأهبين أمام كل مركز اقتراع، والدوريات التي جابت الطرقات، والتدابير الأمنية كافة، كان لها الفضل في إنجاز هذا الاستحقاق من دون إشكالات أمنية، لاسيما وأنّنا كنا نتخوف من تبعات الأجواء المشحونة سياسيًّا التي سبقت العملية الانتخابية».
وتضيف الأشقر قائلةً: «لم يكن مفاجئًا ولا جديدًا على المؤسسة العسكرية نجاحها في ضمان أمن هذه العملية، ومناقبيتها العالية، ودورها في الوقوف على مسافة واحدة من الجميع، ولكن أن يؤدي أفراد هذه المؤسسة واجبهم كاملًا في هذه الظروف الماليّة الحرجة وعلى أكمل وجه، لهُو دور يستحق منّا كل التقدير والإشادة».
الأمان والراحة النفسية
بدورها لاحظت الإعلامية لارا الهاشم، مراسلة الـLBCI، أنّ الجيش تحرّك وبدأ دورياته عشية الانتخابات. هي شاهدت الدوريات المكثفة لفوج المغاوير في منطقة تعلبايا البقاعية وهذا الأمر أشعرها، حالها حال كل المواطنين، بالأمان والراحة النفسية... إنهم على الأرض لحمايتنا. وتقول لارا: «استمرت هذه التدابير والحضور المكثّف للجيش يوم الاستحقاق، حتى أننا لاحظنا أنّ عناصره تتولى كل العملية، من حفظ الأمن وتنظيم السير، إلى فض الإشكالات وعملية دخول المواطنين إلى مراكز الاقتراع وخروجهم منها... كان تعاطيهم فائق الاحترام، وخصوصًا معنا كإعلاميين، إذ عاملونا بكل إيجابية وسهّلوا مهمتنا الإعلامية لنقل الحقيقة».
وأضافت مشدّدةً على أنّ «أداءهم كان رائعًا ولم يقع أي إشكال يُذكر، وحتى في الأماكن التي شهدت مناوشات بين أفراد وجماعات من أحزاب وانتماءات سياسية مختلفة، وحيث حاول البعض تشويه صورة المؤسسـة وإظهارها منحازةً إلى طرف ضد آخر، كان الجيش يتدخل فورًا ويفض الإشكال، ويبقى في المحلة للتأكد من عدم وقوع أي حادثة أخرى».
تنظيم وانضباط
مراسلة الـMTV ماريان زوين، لفتها التنظيم والانضباط والمعاملة الحسنة مع المواطنين، «كانوا متعاونين وواقفين إلى جانبنا، ما أرسى الهدوء، على الأقل في المنطقة حيث كنتُ أغطّي الحدث (الكورة). ألف عافية لهؤلاء الساهرين على أمننا وسلامتنا، والراغبين بسَوق البلاد إلى بر الأمان». وتعتبر ماريان أنّه «على الرغم من بعض الأحداث الفردية، يبقى الجيش هو الملاذ الآمن للمواطنين، به يحتمون وإليه يلجأون».
رغم الأزمة
وتشير الإعلامية في تلفزيون OTV نانسي صعب إلى أنّ النهار الانتخابي في المتن الشمالي تميّز بهدوء أمني تام، من دون إشكالات تذكر. وتقول: «لا بدّ من التنويه بالجهوزية الأمنية، بعد الانتشار الذي نفّذه الجيش منذ يوم السبت، أكان في محيط مراكز الاقتراع أو في مختلف المناطق والقرى المتنية ساحلًا، وسطًا وجردًا». وتضيف: «إلى جانب المهمة الموكل بها، أدّى الجيش دورًا فاعلًا أيضًا على خط الشوائب التي سادت الانتخابات، لا سيما في ما يتعلّق بالرشاوى الانتخابية، حيث تسلّم من المديرية العامة لأمن الدولة عددًا من الموقوفين بالجرم المشهود لدفعهم رشاوى مالية. والأهم من ذلك كله هو أنّ الانتخابات انتهت بصفر حوادث أمنية في المتن، نظرًا للدور الضامن الذي التزمه الجيش اللبناني مرة جديدة، رغم الأزمة التي تعصف بعناصره على غرار باقي الشعب اللبناني».
على تماس مع الناس
وكتبت مراسلة NBN ليندا مشلب في تقريرها الخاص بالعملية الانتخابية مقدّرةً أداء الجيش اللبناني ومواكبته لهذه العملية، وصوّرت مدى تنظيم توزيع العناصر والآليات والدوريات، وكيف كانوا على تماس مع الناس من دون مضايقتهم. وتقول: «أثبت الجيش في الانتخابات أنّه على مسافة واحدة من الجميع، وكان حاميهم من دون مضايقتهم. وقد كان موجودًا على المحاور بتنظيم رائع، وإجراءات مدروسة وغير اعتباطية، وخصوصًا في المناطق الحساسة التي كانت معرّضة لاندلاع احتكاك فيها نتيجة الاحتقان على الأرض، مثل صيدا ومحيط المخيمات حيث غطيت».
وتؤكّد مشلب أنّ الجيش فرض هيبته بتسيير الآليات والدوريات، ووجّه رسالة صادقة مفادها أنّ وجوده على الأرض قوي، ويتدخل عندما تقتضي الحاجة، من دون أن يضايق الناس، فهو كان على تماس معهم لحمايتهم من دون أن تعيق إجراءاته حركتهم.
حضور «أنيق»
حسن حمزة مراسل المنار كان يغطي في دائرة الشمال الثالثة (زغرتا، البترون، بشري)، وقد كان هناك عشية الانتخابات حيث كان واضحًا جدًّا انتشار الجيش اللبناني في كل الأقضية وفي كل الأوقات. ويقول: «أنا غطيت من الصباح وحتى الليل، وفي اليوم التالي أيضًا. وكان الجيش موجودًا في كل الأوقات في الساحات والأماكن التي يمكن أن تشهد توترًا، وعلى الأطراف. أما على مستوى الأداء فقد قلتها في كل الرسائل على الهواء، إنّ الجيش اللبناني كان حاضرًا بشكل «أنيق»، يساعد الناس وييسّر أمورهم حتى أنه في بعض الأماكن كان يفتح الطرقات التي كانت تشهد زحمة سير. ناهيك عن الوجود العسكري المطمئن في بعض المناطق التي كان يمكن أن تشهد توترًا. لذلك على مستوى الأداء كان لافتًا وممتازًا أكثر من كل المرات، حضورًا، وأداءً، وانتشارًا وحتى مواصلةً، إذ بقي العسكريون موجودين في اليوم التالي عند مغادرتنا... شهادتنا مجروحة بالجيش يعطيهم ألف عافية».
الضمانة الوحيدة
وللمصور نبيل اسماعيل مشاهداته وملاحظاته، هو الذي آلف الشارع وتحرّكاته، يشهد اليوم أن الجيش هو الضمانة الوحيدة لكل العمليات الديموقراطية التي يشهدها هذا البلد. ويتحدث عن أداء الجيش بحماسة قائلًا: «أمران لاحظتهما خلال تغطيتي للانتخابات، الأول هو الانتشار الذكي للجيش، وخصوصًا في الأماكن الحساسة لمنع أي أعمال قد تخلّ بسير هذه العملية. أما الأمر الثاني والأهم فهو تقبّل الناس لوجود الجيش، لا بل ارتياحهم لرؤيته قرب مراكز الاقتراع، حيث كان مصدر اطمئنان أسهم إلى حدٍّ ما برفع نسبة المقترعين الذين شعروا أنهم محميون ويمكنهم ممارسة حقهم الانتخابي بحرية».
حديث الصورة
للصور حديث آخر... فما لبثت آليات الجيش أن خرجت من الثكنات لبدء انتشارها، ومنذ اللحظات الأولى لتحرّكها، انتشرت الصور التي التقطها المواطنون في مختلف المناطق وملأت صفحات التواصل الاجتماعي، معبّرين عن فخرهم بجيشهم وتقديرهم لجهوده. بدورها «تحدّثت» عدسات المصوّرين عن هؤلاء المرتدين بزّاتهم، الساهرين على أمن الوطن عند كل استحقاق وفي كل حدث... تلك الصور التي التقطها مصوّرو الوسائل الإعلامية تجسّد الهيبة التي فرضها الجيش في أماكن انتشاره، والنظرة الثاقبة التي تؤكّد «أننا هنا... والويل للمخلّين بأمن أهلنا»!