- En
- Fr
- عربي
العوافي يا وطن
هي حرب، حرب وليست معركة تنتهي بالقبض على مجموعة إرهابيين وتفكيك شبكاتهم أو بكشف سيارات الموت الملعون وتقصّي طرقاتها، سرقة، وتزويرًا، وبيعًا، وتفخيخًا...
هي حرب شاملة ضد الإرهاب، ضد الإجرام المتوحش، ضد الفكر التائه في مجاهل الظلمات الباحث عن أنوار الجنة وسط أشلاء الأبرياء وأكوام الردم والدمار.
إنها حرب ضد الخراب الفكري والروحي الذي يحاول مراكمة أهواله في النفوس والبيوت والشوارع والأحياء.
إنها حرب ضد تدمير هويّتنا الوطنيّة بما تقوم عليه من إرث حضاري وقيم، حرب ضد اقتصادنا، ضد مؤسساتنا، وضد كيان الوطن في الأساس.
هذه الحرب سنكسبها، لا خيار آخر أمامنا.
على مستوى المؤسسة العسكرية الخيار واضح، القرار محسوم، الجهود كبيرة والتضحيات جسام.
وهذا ما ظهر جليًا منذ أشهر، وبشكل خاص في الأيام الأخيرة.
فمن القبض على «رؤوس كبيرة» في شبكات الإرهاب، وتفكيك العديد من السيارات المفخخة، إلى الاستشهاد وافتداء المواطنين باللحم الحي.
لكن لنربح هذه الحرب يلزمنا إلى سهر الجيش وتضحياته، أن نكون جميعًا جنودًا في مواجهة الإرهاب والتطرف بكل أشكالهما.
كل منا معني بالقيام بواجبه، مواطنًا كان، أم مسؤولاً أو رجل سياسة.
نحتاج إلى الكثير من الوعي واليقظة والإلتزام.
نحتاج إلى سهر الآباء والأمهات على أبنائهم، وإلى وعي السلطات الروحية والسياسية، وإلى خطط لمكافحة الفقر والجهل والتعصب والتطرف والتحجر في مواقع جامدة...
نحتاج إلى استراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب والقضاء على منابعه وروافده.
نحتاج إلى الكثير... وهذا الكثير لا يمكن أن نجده على قارعة الخلافات والمصالح والإرتهانات والإهمال...
نحتاج إلى دعم جيشنا وتقدير جهوده، كي لا تكون مهمته أصعب وأقسى. ولكي لا تكون الأثمان التي يدفعها أكبر وأكثر إيلامًا. نحتاج أن نقول له فعلاً ومن القلب والعقل والوجدان: «العوافي يا وطن».