- En
- Fr
- عربي
ذكرى الإستقلال
يوم 22 تشرين الثاني 2010 أبت السماء أن تُمطر على الرغم من تلبّدها بالغيوم كما لو أنها أرادت أن تثبت للبنانيين أنه لا بد من شروق الشمس وسط أي عاصفة. أرادت أن تحتفل معهم بعيد استقلال وطنهم الذي ما زال صامداً وإن اشتدت في وجهه الرياح.
قيادة الجيش أحيت المناسبة وكان العرض العسكري السنوي بحد ذاته تأكيداً لإيمان العسكريين بوطنهم وعزمهم على مواجهة كل خطر في سبيله.
العرض هذه السنة ايضاً كان في غاية التنظيم والدقة، وخطوات العسكريين الواثقة عبّرت عن جهوزيتهم واستعدادهم الدائم للوفاء بالالتزام المقدس.
إكتمال الحضور
في الذكرى السابعة والستين لاستقلال لبنان، أقيم عرض عسكري مركزي في جادة شفيق الوزان - بيروت، ترأسه رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان.
شارك في الإحتفال حشد رسمي كبير تقدّمه رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس الحكومة سعد الحريري، الرؤساء أمين الجميل، حسين الحسيني، نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الياس المر، ونواب ووزراء حاليون وسابقون وممثلو المقامات الروحية والبعثات الدبلوماسية المعتمدة في لبنان، ممثلو الجسم القضائي والإعلام المرئي والمسموع والمكتوب، ممثلو الهيئات الاقتصادية والإجتماعية والنقابية والأهلية وقادة الأجهزة الأمنية وكبار الضباط.
عند الساعة الثامنة والدقيقة العشرين اكتمل الحضور وأمر قائد العرض - قائد لواء المشاة الخامس العميد الركن شربل أبو خليل - بالتأهب وتقديم السلاح لعلم الجيش وتأدية المراسم اللازمة.
بعد ذلك وصل على التوالي اللواء الركن شوقي المصري رئيس الأركان، قائد الجيش العماد جان قهوجي، وزير الدفاع الوطني الأستاذ الياس المر، رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري، فأديت المراسم الملائمة لكل منهم، وحيّوا الأعلام والبيارق، وكانوا في استقبال الرئيس سليمان الذي وصل في تمام الساعة التاسعة، فحيّا العلم، وعزفت له الموسيقى لحن التعظيم ثم النشيد الوطني، وأطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة وأُطلقت ايضاً أبواق البواخر المدنية والعسكرية.
وضع رئيس الجمهورية إكليلاً من الزهر على ضريح الجندي المجهول، وعزفت الموسيقى عزفة تكريم الموتى ولازمة النشيد فلازمة نشيد الشهداء لينتقل بعدها الرئيس سليمان ووزير الدفاع في جيب عسكري مكشوف يرافقه في جيب آخر قائد الجيش ورئيس الأركان مستعرضاً الوحدات المشاركة. ثم أخذ الجميع أماكنهم إيذاناً ببدء العرض.
عروض قتالية
افتتح العرض بتحليق طائرات نفاثة من نوع «هوكر هنتر» وأخرى من نوع «سيسنا كراڤان»، بالإضافة الى تشكيل من الطوافات العسكرية التي حملت العلم اللبناني وعلم الجيش فوق مكان الإحتفال.
وتولى فوج مغاوير البحر هذه السنة مهمة تقديم عرض قتالي بإشراف قائد الفوج العقيد الركن عبد الكريم هاشم والمقدم فادي مخول.
قدّم العسكريون عروضاً عديدة بدأت بهبوط من الطوافة بواسطة الحبال على طريقة العصفور الميت، فالهبوط الحر بواسطة الحبال على رافعة أمام المنصة، هبوط الغطاسين قفزاً من الطوافة الى المياه وانتشال الغطاسين من المياه بواسطة زورق دعم القتال في أثناء الملاحة.
في الوقت عينه، كانت مجموعة من عناصر مغاوير البحر تنفّذ القتال وجهاً لوجه وأخرى في عرض البحر تقوم بعرض مكافحة عمليات القرصنة البحرية بعدة طرق: النزول بواسطة الحبل السريع من الطوافة ودهم المركب البحري بواسطة زوارق مطاطية سريعة. كما شاهد الحضور أشكالاً متنوعة من الهبوط، كالهبوط على حبل الثقة، والهبوط على سلك بواسطة البكرات (على الأرض وعلى المياه) والهبوط على سلك بواسطة البكرات على طريقة Tyrolienne.
ومن البرج الذي أقيم قبالة المنصة، نفّذ مغاوير البحر الهبوط بواسطة الحبال بعدة أشكال: الهبوط الى الخلف، جرياً الى الأمام، قفزاً الى الأمام، الهبوط على طريقة العنكبوت، وأنزلوا جريحاً بواسطة الحبال على الظهر وعلى حمّالة.
الى ذلك، ظهر في الأفق ثلاثة غطّاسي قتال معلّقون بواسطة حبل الى الطوافة، يحملون أعلاماً لبنانية وعلم الجـــيش مؤدّين التحية أمام المنصة. وانتهى عرض مغاوير البحر بإنزال العلم اللبناني عن البرج بواسطة الحبال.
ثم أعطى قائد العرض الأمر ببدئه.
إستعراض القوى
بداية أطلت الوحدات الراجلة التي تتبع الخطى الموقّعة ترافقها الموسيقى، وكان مرورها وفق الترتيب الآتي:
موسيقى الجيش، الأعلام، البيارق الخفيفــة، المدرســـة الحربية، سرية القـــوات البرية ممثلـــة بسريــــة من مدرســـة الرتبـــاء، سريــة القوات البحريـــة، سريـــة القـــوات الجويـــة، سريــــة معهـــد التعليــم، سرية لـــــواء الحــرس الجمهـــوري، سرايـــا الألويــــــة: 1، 2، 3، 5، 6، 7، 8، 9، 10، 11، 12 واللوجستـــي.
بعد الألوية، توالى على المرور فــــوجا الحدود البرية الأول والثاني، سرية مكافحة الشغب من فوج التدخل الثالث، موسيقى قوى الأمن الداخلي، سريــتـــا قوى الأمن الداخلي، سرية الأمـــن العام، سرية أمن الدولة، سرية الجمــــارك، سرية الطبابة العسكرية، المركز العالي للرياضة العسكريــــة، فصيلة مدرســـــة التزلج - الأرز، فوج الإطفــاء، فصيلة نقّابين ومفرزة كلاب، رابطة قدماء القوى المسلحة اللبنانية، مجمــوعة اللجــــنة الأولمبية، مجموعة إتحاد كشاف لبنان، الإتحاد اللبناني للمرشدات والدليلات، مجموعة من جمعية أندية الليونز الدولية ومجموعة خيّالة من المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي.
ثم كان دور الوحدات الخاصة التي تسير بخطى رياضية على معزوفة خاصة عزفتها موسيقى قوى الأمن الداخلي، وقد مرّت هذه الوحدات وفق الترتيب الآتي:
أولى تضمّنت سرايا أفواج التدخل 1 - 2 - 3 - 4 - 5 وسرية من فهود قوى الأمن الداخلي، ومجموعة ثانية تضمّنت: سرية فوج المغاوير، سرية فرع المكافحة، سرية الفوج المجوقل وسرية فوج مغاوير البحر.
بعدها توالى عرض الوحدات المؤللة على عزف موسيقى الجيش: سرية الإشارة من لواء الدعم (جيبا ميلان وتاو وعناصر لكل منها)، الشرطة العسكرية (7 ناقلات جند من نوع فاب)، فوج المغاوير (7 ناقلات جند من نوع فاب)، فوج التدخل الأول (6 مصفحات)، فوج التدخل الخامس (7 ناقلات جند م113وجيب)، اللواء 12 (7 ناقلات جند م113)، الفوج المجوقل (7 ناقلات جند AIFV)، فوج المدرعات الأول (7 دبابات)، فوج المدفعية الأول (4 مدافع 155ملم وجيب)، فوج المدفعية الثاني (4 راجمات صواريخ وجيب)، فوج الإطفاء (4 سيارات إطفاء وآلية الآمر)، الدفاع المدني (4 سيارات إطفاء متنوعة مع سلالم) والصليب الأحمر اللبناني (6 آليات صحية).
تشكيلات وبالونات وورود
خلال استعراض القوى والوحدات، قامت القوات الجوية بالمرور بعدة تشكيلات فوق منطقة العرض. وقد أُطلقت في سماء الإحتفال بالونات حمراء وبيضاء وخضراء ترمز الى العلم اللبناني وعلم الجيش، وتمّ تطيير الحمام. وقد قامت شركة «إتش أند سي ليو برنيت» بنثر الورود في سماء بيروت وضواحيها، من على متن طوافة تابعة للجيش اللبناني، وذلك تحت شعار «بحماية الجنود تنمو الورود».
في أثناء مرور القوى أمام المنصة حيث يقف رئيس الجمهورية، كانت تؤدّى التحية كالتالي: توشيح الأعلام والبيارق، ضباط الوحدات الراجلة باليد، أفراد الوحدات الراجلة «مِلْ يسارك»، ضباط المدرسة الحربية بالحسام ومجموعة حَمَلة البيارق الخفيفة التي تسير وراء قائد العرض تنفّذ حركة «مِلْ يسارك».
إنتهاء العرض
تقدّم قائد العرض من رئيس الجمهورية معلناً إنتهاء العرض ليغادر من بعدها علم الجيش وكل من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء، وسط مراسم التكريم.