- En
- Fr
- عربي
تكريم
بدعوة من العماد المتقاعد إبراهيم طنّوس رئيس رابطة قدماء القوى المسلّحة اللبنانية أقيم حفل تكريم للوزير الأسبق ميشال إدّه لمناسبة تقليده «وسام الشرف للإتحاد العربي وضحايا الحرب».
أقيم الحفل في المجمّع العسكري، ترأسه رئيس الأركان اللواء الركن شوقي المصري ممثلاً العماد قائد الجيش وحضره نواب رئيس الأركان واللواء الركن نبيل قرعة عضو المجلس العسكري وعدد كبير من الضباط، الى حشد من الضباط المتقاعدين وأعضاء الهيئة التنفيذية للرابطة.
ترحيب وكلمات
بداية ألقى العميد الركن المتقاعد يوسف روكز كلمة رحّب فيها بالحضور ثم ألقى العماد المتقاعد ابراهيم طنّوس كلمة أشاد فيها بشخص المكرّم واصفاً إياه بـ«دولة برجل ورجل بأمة، علّيتم قبّة الفكر وخفّضتم جبين التواضع وأفنيتم العمر وبذلتم الثروة لتعميم السلم الأهلي في أرجاء الوطن».
كما تناول العماد المتقاعد طنّوس إنجازات المكرّم إدّه بالقول، «لقد أنشأت وكالة خاصة تُعنى بإعادة الجنسية للمنتشرين المتحدّرين من أصل لبناني من أجل إعادة التوازن للصيغة اللبنانية الفريدة... ولتمكين كل مغترب من استعادة هويته الأصلية والمشاركة بالحياة السياسية».
وختم العماد المتقاعد طنّوس كلمته بالقول: «تقديراً لجهودكم المستمرة في سبيل إزالة العوائق من درب السلم الأهلي... إقترحت هيئتنا التنفيذية على الإتحاد العربي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب التابع لجامعة الدول العربية في أثناء إنعقاد مؤتمره في الكويت، منح معاليكم الوسام الشرفي تقديراً لجهودكم، فقرر المؤتمر الذي يضمّ واحداً وعشرين دولة عربية الموافقة بالإجماع على إقتراحنا وكلّف رابطتنا القيام مقامه بتقليد معاليكم هذا الوسام، وأنا فخور بتنفيذ هذا التكليف».
وسام الشرف وكلمة المحتفى به
على الأثر قلّد العماد المتقاعد طنّوس الوزير الأسبق إدّه وسام الشرف «للإتحاد العربي وضحايا الحرب». وكانت للمحتفى به الكلمة الآتي نصها:
سعادة الجنرال
أيها الحفل الكريم
يشرّفني ويسعدني سعادة غامرة أن أكون الى جانبكم وبينكم تلبية لدعوة كريمة من رئيس رابطة قدماء القوى المسلحة اللبنانية وأعضاء هيئتها التنفيذية. وإنني إذ أتوجّه بالتحية الطيبة الى جميع أعضاء رابطتكم الميمونة، أعرب لكم جميعاً، أصحاب الدعوة والضيوف الأعزاء، عن عميق تأثري وخالص اعتزازي بهذا الوسام الذي قلّدتموني، «وسام الإتحاد العربي وضحايا الحرب»، بكل ما يرمز اليه من قيم الفروسية والكرامة، والنبل الإنساني في استذكار ضحايا الحروب، ومن أجل أن تتوقّف الحروب، ويسود السلام.
واسمحوا لي أن أحيّي من خلالكم، ومن خلال قدماء القوى المسلحة اللبنانية، جيشنا اللبناني الباسل، قيادة وضباطاً ورتباء وجنوداً. إنه الجيش الذي لم يبخل بالتضحية على مذبح لبنان، ذوداً عن استقلاله وفي مواجهة المحتل، وفي تعقّب عصابات الإرهاب، دفاعاً عن الكيان والدولة، وعن نظامنا الديمقراطي.
إنه الجيش الذي نعتزّ به أيما إعتزاز. وهو الذي يتميّز من بين الكثير مما يتميّز به، بأنه يعرف كيف ينأى بنفسه عن التجاذبات السياسية، والإصطفافات السياسية، والتناحرات والأهواء الفئوية، جيش لبنان هذا، هو الجيش الوحيد في عالمنا العربي الذي لم تراوده نزعة الإنقلابات العسكرية، ولا شهوة الإستيلاء على الحكم والسلطة.
إنه الجيش المنصرف الى الدفاع عن أمن شعبه، وعن سيادة دولته، عن أرضه، وحرية مواطنيه، واستقرار مجتمعه.
مناعة الجيش الوطنية هذه إنما دأب على رعايتها وتعهّدها فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان على امتداد سنواته التسع التي كان أمضاها قائداً لهذا الجيش. وهي - كما تعلمون - من أحلك السنوات وأشد الأزمات التي عصفت بلبنان. وكان فضل هذا القائد كبيراً حاسماً في إنقاذ لبنان من شرور وظلمات تلك الحقبة الحافلة بالاغتيالات والمخاطر والإهتزازات والنزاعات السياسية والفئوية المتناحرة، والعدوان الإسرائيلي المستمر واجتياح تموز 2006، والعمليات الإرهابية ضد الجيش، لا سيما في مخيم نهر البارد. أجل، أنقذ لبنان من خلال المحافظة على جيشه وحدة متراصة، وقفت سداً منيعاً بوجه تغلغل السياسة الى صفوفها. ونبذت بصورة قاطعة، كل محاولات استدراج صفوفه، الى الإنحيازات والأهواء المتناحرة. الفضل كبير حقاً لهذا القائد لأن إنجازه التاريخي هذا إنما إجترحه في قلب أشد المصاعب وأخطر المراحل، وليس في الفترات العادية من حياة الوطن. فعظيم التقدير والإكبار لهذا القائد الرئيس. وكبير التحية وفائق الإعتزاز، نتوجّّه بهما اليوم الى جيشنا الصامت الأكبر (La grande muette) والى قائده العماد جان قهوجي الذي يتابع بكل شجاعة وحزم الحرص على هذا الإنجاز ومدّه بالمزيد والمزيد من أسباب القوة والمنعة, ليظل جيشنا السلاح اللبناني الأول الأمضى في وجه شتّى أنواع التفرقة والفتن والعواصف والمغامرات وكل أشكال العدوان على شعبنا وأرضنا.
ذلك هو جيشنا الذي يقاتل من أجل هذه القضايا. جيش عنده قضية يضحّي من أجلها، في وقت راحت تتحول فيه العديد العديد من جيوش العالم بل أكبرها، الى جمع من أشباه الموظفين المتعيشين كي لا أقول المرتزقة، لا قضية عندهم يؤمنون بها, ولا حوافز وطنية يقاتلون من أجلها، وبدل قيم الشجاعة والبسالة والفداء، راحت تسود في هذه الجيوش «قيم» المجتمع الإستهلاكي، التي تروّج لما يسمى بالحروب بلا أي قتيل في صفوف الجيش (Guerre à zéro mort).
لا أحد في لبنان يهوى الحرب. وقد خبِرنا كل أشكال التدمير والعنف، في حروب الإقتتال الداخلية وفي حروب فُرضت علينا من الخارج. لكن اللبنانيين الذين يلتفون حول جيشهم المقدام ويحتضنونه، لا يقبلون ذلاً ولا هواناً ولا احتلالاً مهما كانت غالية غالية أثمان الحفاظ على حريتهم واستقرارهم وسيادة وطنهم.
ألا بورك لنا بقواتنا النظامية المسلحة.
ألا بورك للبنانيين جيشهم الذي يضحّي، ويبذل الغالي قبل الرخيص، كي يجنّب مواطنيه مآسي الحروب والدمار والعنف.
أيها الأصدقاء
إنني لشديد الإعتزاز بهذه البادرة النبيلة التي كرمتموني بها، وإنه لفضل عليّ كبير.
وشكراً لكم.
كلمة اللواء الركن المصري
ممثل قائد الجيش اللواء الركن شوقي المصري ألقى كلمة أثنى فيها على كلام الوزير إده تجاه الجيش. وأكد استمرار الجيش في أداء مهامه وفي حمل المشعل الذي انتقل من يد العماد ميشال سليمان بعدما أصبح رئيساً للجمهورية الى العماد جان قهوجي الذي يكمل المسيرة التي أرساها العماد سليمان.
وشدّد على أن الجيش مستعد لتقديم الغالي والنفيس للوطن، مؤكداً استمراره في تأدية واجباته في مواجهة المخاطر. ودعا الى استكمال المساعدات للجيش ليتمكّن من القيام بدوره. واختتم حفل التكريم بقطع قالب حلوى احتفاءً بالمناسبة.