- En
- Fr
- عربي
قواعد التغذية
يؤثّر طعامنا اليومي في آلية عمل جسمنا، ومع انتشار ظاهرة التغذية العشوائية، يجدّد الأطباء وخبراء التغذية الدعوة إلى اتباع أنظمة صحيّة، تحرّر الجسم من السموم وتريح المعدة، ممّا يسمح لها بالقيام بوظيفتها بصورة سليمة، بعيدًا من الآلام والأمراض.
عالم التغذية
يتّجه معظم سكان العالم اليوم إلى التهام ما يقدّم لهم من أغذية من دون الاطلاع على محتوى الوجبات ونوعيتها ومصدرها، متجاهلين خطورة ما يمكن أن تحتوي عليه بعض الأطعمة من سموم وزيوت وبكتيريا، تؤدّي إلى الإصابة بالصداع والالتهابات المختلفة والسمنة المفرطة والانفلونزا وأمراض الجهاز العصبي والسرطانات والكولسترول وسكّر الدم والضغط والآلام...
ومع اختلاف أنواع الألم وأسبابها، وفي محاولة لتسكينها، نلجأ إلى المسكنات المتوافرة بكثرة بمتناول الجميع. فهل فكّرنا يومًا في أنّ في عالم التغذية بدائل طبيعية يمكن أن تجنّبنا العقاقير الكيميائية التي تدخل أجسامنا وتتسبّب لنا بأعراض جانبية آنيّة، وحتى على المدى البعيد؟
البدائل الطبيعية
طبيًا، يمكن القول إنّ معظم حالات الألم سببها الالتهابات، ولأنّ كثيرًا من الأطعمة الطبيعيّة تحتوي نسبًا عالية من مضادات الالتهابات والأكسدة، من المنطقي أن نجد بينها أصنافًا فعّالة في محاربة الألم. ومن الأطعمة الشافية التي ينصح الاختصاصيون بالاكثار منها لتسكين الألم بطريقة طبيعية:
• الثوم: يحتوي هذا النوع من الخضار على المركبات النباتية المسمّاة بـPhytochemicals المضادة للالتهابات، وقد اثبتت دراسات عديدة أجريت في هذا الشأن أنّ هذه المادة قريبة جدًا بتركيبتها من عقار الـIbuprofen المعروف في عالم الطب بالمسكّن والخافض للحرارة والالتهابات. يشتهر الثوم كذلك بقدرته على تقوية جهاز المناعة وإبعاد الانفلونزا والعدوى.
• البصل: بدوره، يشتهر البصل بمضادات الالتهابات والفضل في ذلك يعود إلى مركب الـquercetin، وهو مركب معروف أيضًا بقدرته على محاربة الخلايا السرطانيّة.
• التوت: يعتبر التوت (وهو نوع من أنواع عديدة من الفواكه التي تشكل عائلة التوتيات والتي تضمّ التوت البري والشامي والعلّيق والفريز) من الفاكهة المكافحة للالتهابات والألم لاحتوائه على مركبات الانتوسيانين الكيمائية الطبيعية والمضادة للأكسدة، والتي أثبتت علميًا قدرتها على تسكين الآلام الناتجة عن التهاب المفاصل، فضلًا عن قدرتها على تسكين آلام الجهاز الهضمي.
• الكرز: يحتوي الكرز أيضًا على مركب الانتوسيانين. وينصح بتناوله بشكلٍ خاص الرياضيون الذين يعانون آلام العضلات بعد التمارين المكثفة.
• الخضروات الورقية: نذكر منها على سبيل المثال، السبانخ والبروكولي والخس والملوخية والكرفس. وهي أصناف أثبتت فاعليتها علميًا في تسكين الآلام وإبعاد الالتهابات بفضل احتوائها على الفيتامين k الذي يساعد في المحافظة على صحّة العظام وسلامة المفاصل.
• الزنجبيل: استخدم الزنجبيل عبر التاريخ في علاج آلام الجهاز الهضمي، خصوصًا الغثيان وآلام المغص. لكنّ حسنات هذا النوع من الأطعمة لا تقتصر على هذا الحدّ، فهو فعّال أيضًا في تخفيض حدة الالتهاب والألم. لذلك ينصح الاختصاصيون في الطبّ البديل بالزنجبيل لتخفيف نوبات الصداع النصفي أو الشقيقة، والتهاب المفاصل وآلام العضلات والآلام المرافقة للدورة الشهريّة. وللاستفادة أكثر من خصائصه الغذائية، ينصح الخبراء بإضافة ملعقة صغيرة من برش الزنجبيل إلى الأطباق قبل طهيها، وإلى كوكتيل الفاكهة، كما ينصحون بتركه في الماء المغلي (بعيدًا عن النار) لمدة 15 دقيقة وشربه.
• القهوة: تخفف القهوة آلام الرأس، فمادة الكافيين تؤثر على أوعية الدماغ المتوسّعة في أثناء الصداع (وهي تتواجد بنسبة أقلّ في الشاي والشوكولا). لكنّ استهلاك كميات كبيرة من القهوة يؤثر سلبًا على صحّة الجسم، ويزيد المضاعفات والآلام.
• زيت الزيتون: يشتهر زيت الزيتون باحتوائه على مركب الـ oleocanthal الذي يتميّز بتأثير مباشر على علاج الالتهاب والألم. وهو مركب قريب بطبيعته من مضادات الالتهاب غير الستيروديّة (NSAID). إلا أنّه يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن استهلاك زيت الزيتون بكثرة (خصوصًا إذا تعرّض لدرجة حرارة مرتفعة)، من شأنه أن يقللّ من قيمته الغذائية.
• الأسماك البحريّة: تتميز الأسماك البحرية كالسالمون والسردين باحتوائها على الأحماض الدهنية، وأهمها الأوميغا 3 المعروفة بمقاومة الالتهاب، وحماية أوعية القلب والشرايين. كما ذهب عدد من الاختصاصيين إلى أبعد من ذلك، حيث اعتبروا أنّ هذا النوع من المأكولات يخفف الألم وتحديدًا آلام الظهر والعنق. وهم ينصحون من يعانون هذه الآلام، بتناول وجبتين إلى ثلاث وجبات من السمك أسبوعيًا، لتحفيز تدفق الدم إلى هذه الأعضاء، وبالتالي المحافظة على سلامتها. تقترب هذه الأطعمة بشكل كبير بتركيبتها من الجوز الذي يحمل الخصائص والفوائد عينها.
• الكركم: يستخدم هذا النوع من البهارات في وسط آسيا وشرقها وهو أحد مكّونات الكاري الهندي. يعرف عن الكركم تأثيره في تخفيف ألم المفاصل والبطن، وفي المحافظة على صحّة الخلايا العصبية، ويعود الفضل في معالجة الالتهاب لمركب الكركمين الموجود في الكركم بكثرة.