- En
- Fr
- عربي
جندي الغد
سوء الظن
سامر رجلٌ فقيرٌ، يعيش مع زوجته وابنته في منزلٍ صغيرٍ. في أحد الأيام، أصيبت ابنته بمرضٍ خطير، فوصف لها الطبيب أدويةً غالية الثمن، لم يكن بمستطاع الأب تأمينها. بعد تفكيرٍ عميق، اتّصل سامر بأخيه فادي وسأله أن يأتيه بالمبلغ المطلوب، فوافق الأخ وطلب مهلة ساعة من الوقت كي يحضر المال.
مضى الوقت المحدّد، ولم يحضر فادي إلى منزل أخيه، فحاول الأخير الاتصال به لمعرفة سبب تأخيره، لكنّه فوجىء بأن هاتفه الخلوي مغلق. عندئذٍ، انتظر لبعض الوقت، ثم عاود الاتّصال مجدّدًا، لكن النتيجة لم تتغير! غضب سامر كثيرًا وأخذ يحدّث نفسه قائلًا: «كيف لأخي أن يخذلني ويتهرّب منّي، لن أسامحه على فعلته، وسأتنكّر له طوال حياتي!»
وبينما هو يتخبّط في أفكاره السيّئة، إذا بجرس الباب يرنّ رنّاتٍ متسارعة. فتح سامر الباب، والشر يتطاير من عينيه، فوجد أخاه واقفًا على الباب والمال في يده.
بادر الضيف أخاه بالقول: أعتذر عن تأخّري، ولكنّي لم استطع بيع هاتفي المحمول بالسرعة التي توقّعتها. ثم قدّم المال لأخيه قائلًا: «إليك المبلغ الّذي طلبته، ولكنك لم تخبرني لِمَ تحتاج المال؟
خجل سامر من نفسه، وشعر بتأنيب الضمير بسبب سوء ظنّه بأخيه. وبدلًا من أن يجيبه عن سؤاله، قال له: «لقد علّمتني اليوم درسًا مهمًّا يا أخي، وهو أن لا أتعجّل في الحكم على الآخرين، وأن لا أسيء الظنّ بهم.