جندي الغد

حيث لا ينفع الندم...
يحكى أن ملكًا كان يتنزّه في الغابة وبرفقته طائره المفضل «الصقر». وإذ عطش الملك، دنا من ينبوع ماء وملأ كوبه منه. فجأة انقضّ الصقر على يده وهزّها فسقط كوب الماء على الأرض. فوجىء الملك بتصرّف الطائر، لكنّه ملأ الكوب مرّة أخرى وإذا بالصقر يكرّر ذات الفعل. وملأ الملك الكوب مرّة أخيرة، وقبل أن يشرب منه قال للصقر: «سامحتك بما فيه الكفاية. إذا كرّرت فعلك المؤذي، سوف أقطع رقبتك!» وقبل أن ينهي كلامه، كرّر الصقر ما قام به سابقًا فسقط الكوب في هوّة عميقة لا يستطيع الملك أن ينزل إليها، فما كان من الأخير إلّا أن قطع رأس الطائر. وفي إصرارٍ، بدأ الملك يتسلّق الصخرة وقد قرّر أن يشرب الماء بيديه. وكم كانت مفاجأته عظيمة عند وصوله، حيث رأى حيّة سامّة تنفث سمومها في الماء. هنا تساقطت دموع الملك حزنًا على صقره الذي فقد حياته لينقذه من الماء المسموم وقال: عزيزي الصقر الأمين، يا أعظم صديق لي، لقد أعماني غضبي فقتلتك من دون أن أحاول فهمك، لكنّك علّمتني درسًا لن أنساه وهو الّا أفعل شيئًا وأنا بحالة غضب!