- En
- Fr
- عربي
مهارات وقدرات
بالحفاوة والتهاليل استُقبِل فريق التلامذة اللبنانيين العائدين إلى بيروت بالكؤوس والميداليّات بعد مشاركتهم مع ثلاثمئة تلميذٍ من دولٍ مختلفة في بطولة العالم للحساب الذّهني، التي أُقيمت في جنوب أفريقيا، وتصدّروا خلالها فئات مختلفة، وفازوا بألقابٍ بارزة، من بينها «بطل أبطال العالم»، و«بطل العالم».
النتائج الباهرة التي حقّقها الفريق اللبناني، كعادته في كلّ عام، تطرح مجدّدًا أهمية برامج «الحساب الذهني» في تطوير المهارات الحسابيّة وتحفيز دماغ الأولاد، بالإضافة إلى تقوية ذاكرتهم وتعزيز قدرتهم على الاستيعاب.
يؤكّد الباحثون التربويّون أنّ مفهوم المهارات الحسابيّة اختلف عمّا كان عليه في السّابق. وفيما كانت الفكرة السائدة أنّ المهارات الحسابيّة موهبةٌ يمتلكها أشخاص ويفتقر إليها آخرون، أثبتت تقنيّة الحساب الذّهني التي باتت تدرّس في عدّة مدارس ومراكز تربويّة في لبنان والعالم، أنّ المهارة الحسابيّة تُكتسب بالتعلّم والممارسة، ويمكن أن تضع المتعلّم في خانة العبقري في الرياضيّات، وأن تدخله في موسوعة غينيس للأرقام القياسيّة كما حصل مع تلامذة لبنانيين في العام الماضي.
أهداف تعليم الحساب الذهني
ما هي هذه التقنيّة وما أهدافها؟
يوضح المتخصّصون أنّ الحساب الذهني هو مجموعة العمليّات الحسابيّة، التي تتمّ بالاعتماد على الدّماغ البشري فقط من دون الاستعانة بأي وسيلة أخرى، على أن تكون الإجابة الناتجة عن هذه العمليات دقيقة تمامًا. وتهدف برامج الحساب الذهني التي تعتمد هذه التقنيّة إلى تطوير مهارات الحساب الذهني السريع، وتنمية قدرة الذاكرة والقدرة على التركيز والمقارنة والتحليل، بالإضافة إلى زيادة عامل السرعة في التفكير، وتوسيع دائرة الإبداع، وتعزيز الثقة بالنفس. فهي آليّة تؤدّي إلى تنشيط العقل وتمرينه، وتزيد بالتالي من القدرة على الاستيعاب، ما يؤدّي إلى تنمية الذكاء والتفوّق الذهني والإبداع.
آلية التدريب
تعتمد آلية التدريب، على استخدام المعداد Sorobanأو Abacus، وهو أداة حاسبة استخدمت في اليابان والعديد من البلدان منذ آلاف السنين لإجراء العمليات الحسابية. وبعد مدّة من التدريب، يصبح الأطفال قادرين على التخلّي عن الأباكوس بشكلّه الحسّي وتصوّر وجوده في الخيال، ومن ثم القيام على هذا الأساس بالعمليّات الحسابية الذهنيّة بسرعة هائلة.
يشير الخبراء إلى أنّ هذه التقنية تؤدي إلى ارتفاع عدد خلايا الدماغ العاملة في أثناء استخدام الأباكوس، وبالتالي فإنّ الدماغ ينمو ويطوّر طرقًا جديدة. وقد زاد استخدام هذا النظام بشكلٍ هائل، وتمّ تبنّيه في مختلف الدول المتقدمة بعد أن سجّل الشطر الأيمن نشاطًا كهربائيًا عاليًا، عندما تمّ وضعه تحت جهاز مخطط كهربائي للدماغ في أثناء قيام المستخدم بالحساب الذهني عن طريق تصوّر الأباكوس.
يمكن استخدام الأباكوس لتأدية مختلف العمليات الحسابية مهما كان حجمها أو تعقيدها. وبذلك فإن تعليم هذه التقنية للأطفال في سنٍ مبكرة واتّباع طرق التعليم التفاعلي يطوّر أنماطًا جديدة للتفكير عند الطفل، ويحفّز التعاون بين شقّي الدماغ، ويطلق العنان للتأمل والقوى الحدسية، وبالتالي فإنّه يرفع مستوى النباهة والحكمة لديه...
الجدير ذكره أنّ برامج الحساب الذهني تستهدف الأطفال من عمر 4 سنوات وحتى 16 سنة، وهي معدّة لتناسب قدرات جميع الأطفال بغضّ النظر عن مستواهم الأكاديمي والمناهج التربوية المعتمدة في مدارسهم. وهي تقسّم إلى مستويات، إذ يتوجّب على التلميذ اجتياز الامتحان النهائي للمستوى الذي يتابعه قبل الانتقال إلى المستوى الأعلى.
وبحسب الأرقام، فإنّ عدد دول العالم التي تعتمد هذه التقنية يقارب المئتي دولة.