- En
- Fr
- عربي
مواسم وخيرات
البطاطا غذاء شعبي وصحي يعتبر خير واقٍ من سرطان الأمعاء. ينتج لبنان بفضل طبيعة أرضه ومناخه أفضل أنواع البطاطا في العالم ولكنه يعاني أزمة مزمنة في تصريف انتاجه وتصديره. تعود أسباب هذه الأزمة إلى غش التجّار في المواصفات وفقدان الثقة العربية والأوروبية بالبضاعة اللبنانية، وتتحمل المسؤولية في ذلك بكل تأكيد، أجهزة مراقبة معايير الجودة، والتجّار والسماسرة، أمّا المزارع فيبقى الضحية الأكبر.
التعريف العلمي لنبتة البطاطا
تعرف البطاطا بإسمها العلمي Solanum tuberosum. تنتمي هذه النبتة إلى العائلة الباذنجانيّة، وهي من أكثر المحاصيل الزراعيّة انتشارًا في العالم، كما أنّها واحدة من أشهر الأطعمة، إذ أنها ذات قيمة غذائيّة عالية جدًّا وتحتل المركز الرابع من حيث الأهميّة بعد القمح والأرزّ والذرة. وتحتاج ثمار البطاطا إلى رعاية خاصة عند تخزينها إذ يجب أن تخزّن في مستودعات باردة.
أصل النبتة
دلّت التجارب الجينيّة التي أجريت على مجموعة واسعة من أصناف البطاطا وأنواعها البريّة، إلى أنّ هناك أصلًا واحدًا لها في منطقة جنوب بيرو وفي شمال غرب بوليفيا. وقد بدأ انتاج البطاطا قبل سبعة آلاف أو حتّى عشرة آلاف سنة. كما تؤكّد الإحصائيّات أن هناك الآن أكثر من ألف نوع انتشرت انطلاقًا من اسبانيا، إذ أن الإسبان هم الذين قاموا بتصديرها إلى أوروبا في النصف الثاني من القرن السادس عشر ميلادي، وقد نقلها البحّارة في ما بعد إلى جميع أنحاء العالم.
الإنتاج العالمي
بلغ الإنتاج العالمي للبطاطا العام 2010 نحو 324 مليون طن متري، وتصدّرت الصين دول العالم بإنتاج بلغ حوالى 75 مليون طن متري، تلتها الهند (حوالى 37 مليون طن)، ثم روسيا (حوالى 21 مليون طن). في العالم العربي تحتل مصر مكانة هامة بين الدول التي تنتج البطاطا، تليها الجزائر فالمغرب والسعودية ثم لبنان الذي ينتج نحو 400 ألف طن سنويًا.
وإلى الكمية التي ينتجها، يستورد لبنان 65 ألف طن كمعدّل وسطي سنويًا ويصدّر 106 ألف طن، فتكون بذلك الكميّة المعروضة في الأسواق المحليّة حوالى 359 ألف طن في حين أن حاجة السوق المحليّة هي 180 ألفًا، ممّا يسبّب فائضًا كبيرًا في الإنتاج في الفترة الممتدّة من أيّار حتّى كانون الثاني.
زراعة البطاطا في لبنان
تعتبر زراعة البطاطا في لبنان من الزراعات الرئيسة، حيث تقدّر المساحة المخصصة لها بحوالى 19 ألف هكتار. وتحتل محافظتا البقاع والهرمل المرتبة الأولى من حيث نسبة الأراضي المزروعة (70%). وقد بلغ انتاجهما وفق الفاو (2007) نحو 490 ألف طن. وتأتي عكار في المرتبة الثانية (26? من المساحة المزروعة). تعتبر الأرض اللبنانية بشكل عام والبقاعية بشكل خاص مناسبة لنمو حبّات البطاطا، وقد راوح إنتاج الهكتار الواحد بين 8 و25 طنًا خلال العام 2007، وهو رقم مرتفع مقارنة مع إنتاج الهكتار في البلدان العشرة الأولى من حيث إنتاج البطاطا في العالم.
متطلّبات الزراعة وتخزينها
تتطلّب زراعة البطاطا الناجحة تربة عميقة، متوسّطة القوام إلى خفيفة، تحتفظ بالرطوبة وذات نسبة حموضة تراوح بين 5.2 و 6.4. كما تتطلّب حرارة بحدود العشرين درجة مئوية في أثناء الزراعة، وحرارة تراوح بين 15 و22 درجة مئويّة خلال فترة النمو. أمّا بالنسبة الى الري ففي حال الاعتماد على الأمطار يجب إعطاء 2-3 ريّات خلال شهر نيسان، وفي حال اعتماد الزراعة المرويّة يجب تنظيم الري في مرحلة تكوين الدرنات (6-7 أسابيع بعد الزراعة وتمتد لفترة 2-3 أسابيع) ومرحلة نمو الدرنات (بعد الزراعة بنحو شهرين). ويجب الإشارة إلى ضرورة عدم الري قبل نضج البطاطا والقلع بحوالى شهرين.
تعتبر البطاطا من النباتات القادرة على التكيّف مع الظروف غير المثالية للتربة ولكنها في الوقت ذاته عرضة للإصابة بعدد من الآفات والأمراض، وهي تزرع ضمن دورات محصولية مدّتها 3 سنوات أو أكثر بالتناوب مع الفاصوليا، الذرة، البصل والبقوليّات، وينبغي ألا يزرع معها في الدورة أي محصول من العائلة الباذنجانيّة كالبندورة، الباذنجان والفليفلة...
ويهدف تخزين البطاطا إلى منع حدوث التخضّر (تحول اللون إلى أخضر)، والحيلولة دون وقوع خسائر في الوزن والجودة، وحفظ الثمار مدّة أطول، وتسويقها على مدار السنة، حيث يتعيّن حفظ الدرنات على حرارة 6-8 درجات مئوية في مكان معتم وجيد التهوئة.
أصناف البطاطا
على الرغم من أن البطاطا التي تزرع في أنحاء العالم تتحدر من نوع نباتي واحد هو Solanum tuberosum، إلاّ أن هناك عددًا كبيرًا من الأصناف التي تختلف بصورة كبيرة عن بعضها البعض من حيث الحجم والشكل واللون والقوام وخصائص الطهي والطعم وغيرها. لكن ذلك لا يعني أن هذه الأصناف معتمدة جميعها، ففي معظم الدول الصناعية نجد أن عشرة أصناف فقط تؤمن ما يقارب 80% من الإنتاج السنوي. ومن الملاحظ أن معظم الدول تحجم عن استبدال الأصناف القديمة بأصناف حديثة ومحسّنة.
ففي هولندا لا يزال الصنف «بنتي» الذي أدخل العام 1910 هو المهيمن، وفي الولايات المتحدة الأميركية يزرع الصنف «راسيت بيربانك» الذي أدخل العام 1890، وفي إنكلترا ما زال «كينغ إدوارد» الذي أدخل العام 1902 سائدًا.
وينتمي حوالى 80? من البطاطا اللبنانية إلى الصنف «سبونتا» (Spunta)، وفي الآونة الأخيرة بدأ عدد كبير من المزارعين بزراعة الصنف «مونديال» (Mondial) الذي يشبه «سبونتا» في معظم خصائصه وخصوصًا في حجم درناته. أمّا الأصناف التي تزرع لغايات التصنيع فهي: أغريا، ليدي روزيتا، دايمنت، ريماركا، هيرمس، شيبودي، نوفيتا، روست و بوربانك.
الأمراض والآفات
تصيب البطاطا عدة أمراض أهمها:
- اللفحة المتأخرة: ويسبّبها فطرPhytophtora infestans الذي يتلف الأوراق والسيقان والدرنات، وينجم عنه عفن رطب.
- الذبول الجرثومي: تسبّبه بكتيريا تؤدي إلى خسائر كبيرة في المناطق الإستوائية وشبه الإستوائية والمعتدلة.
- الجمرة العرضية: وهي عدوى بكتيرية تجعل الدرنات تتعفن في الأرض وفي المخزن على حد سواء.
- الفيروسات: تنتشر في الدرنات ويمكن أن تخفض الإنتاج حتى 50%.
أما الآفات التي تفتك بها فأهمها، العثة التي تصيب الدرنات، وهي أكثر الآفات إتلافًا للبطاطا المزروعة والمخزّنة في المناطق الدافئة والجافّة، وذبابة حفّار الأوراق وهي تنتشر في المناطق التي تستخدم فيها المبيدات الحشرية بصورة مكثّفة، وديدان الجذور الثعبانية، التي تعيش في تربة الأقاليم المعتدلة.
ميّزات البطاطا وتركيبتها
غذاء شعبي سهل الهضم يحتوي على ألياف مليّنة للمعدة وله فوائد عديدة، فالبطاطا خير واق من سرطان الأمعاء وفيها نسبة من الأملاح المعدنيّة. من سلبياتها أنّها تحتوي على كميّة كبيرة من السكريّات على شكل نشويّات، ولكنّها سكّريّات بطيئة أي إنها تمد الجسم بالنشاط والطاقة. ولقد أثبت الباحثون أنها تحتوي على مواد كيميائيّة تساعد في تخفيض ضغط الدم الشرياني، وأن لها فوائد صحّية جمّة للجسم.
تحتوي البطاطا على نحو 80? ماء و20? مواد صلبة (80% منها نشاء والباقي بروتيين)، كما تحتوي على العديد من الفيتامينات منها النياسين (B3) والريبوفلافين (B2) والتيامين (B1) وفيتامين C، وعلى بعض الأملاح المعدنية (مثل الكالسيوم والحديد والمغنزيوم والفوسفور والبوتاسيوم والصوديوم والكبريت).
ويؤكد خبراء التغذية أن البطاطا إذا أكلت بقشرتها، تكون أكثر فائدة بسبب احتواء هذه الأخيرة على نسبة عالية من الكالسيوم والفوسفور والحديد، وعلى مواد مضادة للسرطان والأكسدة، وعلى مادة قادرة على إمتصاص كل السموم في الجسم وهي تعالج الأمعاء الغليظة ولا تضر القلب.