- En
- Fr
- عربي
نحن والآخرون
يكتسب الأطفال من عمر 6 أشهر إلى أربع سنوات عادات سيّئة يمارسها من يحيطون بهم، هذه العادات غالبًا ما تستمرّ معهم إذا لم تعالج في مرحلةٍ مبكّرة.
والمؤسف في هذا الخصوص أنّ هذه العادات السيّئة تولّد لدى الآخرين انطباعات سيّئة.
بعيدًا من الجهد الذي يتطلبه التخلّص من هذه العادات عند الأطفال، يوضح الإختصاصي في لغة الجسد حبيب الخوري أنّ من يجالسون أبناءنا في غيابنا أو حتى في حضورنا من أهلنا (الجدّ والجدّة)، إخوتنا، المدرّسين والخدم، ينقلون إلى هؤلاء الأطفال الكثير من الحركات التي تصبح عادات سيّئة فنراهم مثلاً:
• يكتّفون أيديهم في وضعيّة تفرضها المدارس عليهم عادة، ويحملونها معهم حتى عندما يكبرون، وفي لغة الجسد هذه الوضعيّة تعكس حالة دفاع عن النفس وتوتّر.
• يلفّون أقدامهم وذلك لأنهم يرون أمّهاتهم وخالاتهم ومعلّماتهم يقمن بذلك، وهي عادة مقلقة إذ أن هذه الوضعيّة أيضًا توحي للآخرين بأنّ الشخص في حالة دفاع عن النفس.
• يغطّون أفواههم عندما يتكلّمون حتى لو لم تكن حالة أسنانهم تستدعي منهم القيام بهذه الخطوة، وذلك لأنهم يرون من يكبرهم سنًّا يقومون بهذه الحركة إمّا لخجلٍ ينجم عن وضعهم لمقوّمات الأسنان أو لإخفاء ضعف في شخصيّتهم.
• يرفعون سبابتهم تهديدًا حين يتكلّمون، وهذه العادة ترافقهم عندما يكبرون أيضًا وتشكّل بحسب الخوري أكثر العادات التي تتطلّب جهدًا كي يتخلّص الطفل منها.
• يقضمون أظافرهم، ويضعون أصابعهم في أفواههم وفي أنوفهم, وهي حركات يقوم بها المتوتّرون والغاضبون من الراشدين ويتأثر بها الأطفال على حدّ سواء.
وفي هذا السياق يذكر الخوري مثالاً عن واحدة من الحالات التي تمثّلت بحكّ طفل أنفه بأطراف أصابعه ومن ثمّ رفعه إلى أعلى، وبعد استماع مطوّل لوالدته وتدقيق في حياته الشخصيّة، اكتشف الخوري أنّ هذا الطفل متأثّر بالعامل الأجنبي الذي يساعد والده في محطّة الوقود التي يملكها والذي يقوم مرارًا بهذه الحركة، والطفل يكنُّ له محبّة خاصّة. علاج هذه الحالة تمّ وفق مرحلتين: في المرحلة الأولى تمّ تخليص العامل من هذه العادة، للوصول في مرحلة لاحقة إلى تحرير الطفل بدوره منها.
في إطار مشابه تعبث الفتيات بخصلات شعرهنَّ ليس لأنهنّ متوترات، وليس لأنهنَّ يحاولنَ كسب إعجاب الرجال طبعًا، بل لأنّهنَّ يتأثّرنَ بالمقربات منهنَّ عندما يقمن بهذه العادة.
ويشبك الأطفال الذكور أصابعهم ويضعون أيديهم في جيوبهم ليس لعدائيّة يكنّونها لأحد الأشخاص، وليس لقلّة اهتمام بحديث مثار بل لأنهم رأوا آباءهم أو إخوتهم أو مدرّسيهم الذين يكبرونهم سنًا يقومون بذلك.
وثمّة من يرمشون بعيونهم بوتيرة مطّردة وهي عادة نراها بنسبة 70% عند الأولاد الذين يعانون الخوف والقلق لأنّ أهلهم يصرخون عندما يتشاجرون من جهة، ويؤنّبونهم بصوت مرتفع من جهة ثانية.
وهناك آخرون يحملون أغطيتهم معهم أينما ذهبوا في المنزل وحتى خارجه، وهي حالة تعكس خوف هؤلاء لسبب ما، ينبغي على الأهل اكتشافه لتحرير أبنائهم من القلق الذي يحوطهم ويدفعهم للقيام بهذه الحركة.
أخيرًا يشير الخوري إلى أنّ وجود عادة سيّئة عند الأطفال مرتبط مباشرة بمدى تعلّقهم بأهلهم، وبصورة أوضح بمن يتماهون به من الوالدَين، فإذا تأثّر الطفل الذكر بوالدته أكثر من والده، تطغى على حركاته تلك الأنثويّة (طريقة مشيته، لفّ قدميه...). أمّا إذا تأثرت الطفلة بوالدها أكثر من والدتها، فتميل حركاتها إلى الذكوريّة (طريقة المشي والجلوس...).