ملف العدد

تُعد مدرسة القوات البحرية جزءًا لا يتجزأ من البحرية اللبنانية، وهي تتمركز في قاعدة جونيه البحرية. تُعنى المدرسة التي تأسست في العام ١٩٧٢، بتزويد طلابها بالتعليم الأساسي في مجالات الدراسات البحرية والعسكرية والعلمية والثقافية.

في هذه المدرسة يتمّ تدريب وتأهيل تلامذة الضباط الذين يتطوعون لمصلحة القوات البحرية. فبعد أن يتابعوا سنة دراسية في الكلية الحربية، ينتقلون إلى مدرسة القوات البحرية لمتابعة التخصص البحري لمدة سنتَين قبل التخرّج. ويسري الأمر نفسه على تلامذة الرتباء البحريين، إذ يتابعون السنة الأولى من تخصصهم في مدرسة الرتباء، ثم ينتقلون إلى مدرسة القوات البحرية.

يتضمن منهاج التدريب في مدرسة القوات البحرية بشكلٍ عام العلوم العسكرية والعلوم العامة بالإضافة إلى علم الاختصاص، والدورات الخاصة.

ثقافة تقنية وعلمية

يهدف برنامج التدريب إلى تنشئة الضباط والرتباء البحريين، وتزويدهم الثقافة التقنية اللازمة، بالإضافة إلى الإبحارات التدريبية (بالتعاون مع فرق تدريب القوة البحرية التابعة لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان)، وتأهيل المتدرِّبين جسديًا لمواجهة مشقات البحر وتنفيذ المهمات المختلفة الموكلة إليهم، وتوسيع آفاقهم في ميدان الثقافة الفنية والعلمية الحديثة.

تتحقق هذه الأهداف من خلال المناهج ويحتوي كل منها على مواد مختلفة وفق نوع كل دورة ومدتها، وهي موزعة على الشكل الآتي:

- منهاج تلامذة الضباط البحريين (في السنوات الثانية والثالثة).

- منهاج تلامذة الضباط البحريين الذين يتابعون دراساتهم في الجامعات الخاصة.

- منهاج تلامذة الرتباء البحريين (في السنوات الثانية والثالثة).

- منهاج مكاتب دراسية (مشترك – نوعي اختصاص بحري).

- لغات مختلفة (إنكليزي – فرنسي - ألماني – إيطالي).

- مناهج دورات خاصة (غطس، منقذ بحري، رئيس ربع ملاح، تفتيش سفن غير متعاونة، بحث وإنقاذ، صيانة شبكة رادارية، إسعافات أولية...).

- زيارات ثقافية إلى أماكن تصنيع السفن في لبنان حيث يطّلعون من المختصين على التقنيات المتبعة في صناعة هياكل السفن.

تجدر الإشارة إلى أنّ بعض هذه الدورات تُفتتح على صعيد مؤسسات وزارة الدفاع الوطني ومديريات قوى الأمن الداخلي، الأمن العام، أمن الدولة والجمارك العامة.

مواكبة التطور العلمي واللوجستي

تُولي المدرسة أهمية كبرى لناحية تحديث مناهج التدريب والدورات ومساعدات التدريب وتطويرها وفق الحاجة، من باب مواكبة كل ما هو جديد في مجال التطور العلمي واللوجستي. لذا، هناك لجان دائمة مهمتها تحديث المناهج وتطويرها، وقد شهدت المدرسة عشرات المكاتب والدورات ويتمّ تدريب حوالى ألف عنصر سنويًا من جميع الرتب والمستويات.

من بين التحديثات في المدرسة: مشبّه ملاحة (كناية عن مركب حقيقي يُستعمل للتدريب في جميع المناورات البحرية عبر شاشات الكومبيوتر)، قاعات تدريب جديدة، مختبرات حديثة لتعليم اللغات (الإيطالية والألمانية)، مشغل إلكترونيك، مركب حربي وُضع على البر للتدريب العملي، مشاغل القواعد البحرية (ميكانيك، كهرباء...)، كما تُستخدم المراكب بحد ذاتها للتدريب.

مَنْ يتابع الدراسة؟

تُفتتح خلال العام الدراسي، حوالى أربعين دورة يتابعها متدرِّبون من جميع الرتب والمستويات يتوزعون على الشكل الآتي:

- تلامذة الضباط البحريين (١٤ تلميذًا سنويًا).

- تلامذة الرتباء البحريين (١٤ تلميذًا سنويًا).

- لغات مختلفة (حوالى ١٢٠ متدربًا). بالنسبة إلى المكاتب الدراسية (اختصاص بحري) لا يمكن تحديد العدد لعدم ثباته، كذلك الأمر في ما يتعلق بالدورات الخاصة.

تمنح المدرسة شهادات مختلفة لبعض الدورات والمكاتب وفق نظامها الداخلي. أما الكادر التعليمي فيتكوّن من ضباط ورتباء القوات البحرية بشكل أساسي مطعَّمين بأساتذة مدنيين من حَمَلة الشهادات الجامعية.