- En
- Fr
- عربي
ملف العدد
التكنولوجيا شريك أساسي في التعليم
تضم قاعدة رياق الجوية مدرسة سلاح الجو والطيران التي تأسست في العام 1960، مهمتها تأهيل طياري القوات الجوية في الجيش وتدريبهم وإعدادهم تقنيًا للطيران بالطائرات النفاثة والمروحيات مع مراعاة التطورات التكنولوجية والعسكرية المستمرة.
يتضمن منهاج التعليم في مدرسة القوات الجوية سنتَين دراسيتَين تعقبان السنة الدراسية الأولى في الكلية الحربية. أما المواد والأنشطة التدريبية فموزعة على ثلاثة أقسام رئيسية هي:
- علوم الاختصاص وتشمل المواد النظرية الأساسية في اختصاص محدّد (طيار طوافة، طيار أجنحة ثابتة، مراقب جو...)، بالإضافة إلى التدريب العملي الذي يشمل التدريب على الطيران بالنسبة إلى التلامذة الطيارين أو التمرّس في الوظيفة بالنسبة إلى التلامذة الفنيين ومراقبي الجو.
- العلوم العامة وتشمل المواد العلمية والمواد الأدبية الأساسية اللازمة لصقل معارف التلامذة وقدراتهم، ويتمّ التركيز خصوصًا على اللغات الأجنبية لما لها من دور أساسي في تكوين ضباط قادرين على التواصل ومنفتحين على التطور من خلال تبادل الخبرات مع الجيوش الأجنبية.
- العلوم العسكرية، وهي في صلب مسار الدراسة بهدف تنشئة ضباط على قدر عالٍ من المعارف العسكرية، وإعدادهم معنويًا وقياديًا ليكونوا قادرين على تحمل وِزر المسؤوليات التي سيُكلَّفون بها. ويتضمن الإعداد العسكري أيضًا الإعداد الجسدي والرياضي، وهو التدريب الذي يغدو جزءًا روتينيًا في حياة تلامذة المدرسة الجوية، ويهدف إلى المحافظة على اللياقة البدنية وتطويرها إلى أعلى المستويات. تعزّز الإعداد العسكري للتلامذة الضباط مجموعة من الدورات المتخصصة تهدف إلى تزويدهم معارف عسكرية وقدرات محددة في مجالات التحقيق العدلي، وحوادث السير، والعمل الآلوي (مسؤول عن الآليات).
تبدأ السنة الدراسية فعليًا في الأسبوع الأول من شهر أيلول من كل عام وتمتد حتى الأسبوع الأخير من شهر حزيران. تتوزّع الدروس النظرية والعملية بفروعها كافة (علوم الاختصاص – العلوم العامة – العلوم العسكرية) على مدار السنة الدراسية، وتسير جنبًا إلى جنب لتشكّل برنامجًا مكثفًا على الصعيد الأكاديمي، وديناميكيًا في اعتماده على التداخل والتكامل بين الشقَين النظري والتطبيقي، وغنيًّا في مواضيعه التخصصية من جهة، والعلمية والأدبية من جهة ثانية، والعسكرية من جهة ثالثة.
إعداد طيارين تقنيين
هدف المنهاج الأول والأساسي هو خدمة مهمة المدرسة ألا وهي إعداد الضباط التلامذة، والتلامذة الضباط، وتلامذة الرتباء والأفراد في اختصاصات القوات الجوية كافة لنيل الشهادات الواردة في أوامر الطيران العامة. عمليًا مهمة المدرسة الجوية هي إعداد الطيارين تقنيًا لقيادة الطائرات والطوافات وإعداد الفنيين والملاّحين والمراقبين الجويين للعمل على الطائرات أو الطوافات وفي مراكز المراقبة الجوية وغرف العمليات الجوية. وتتخطى أهداف المنهاج التدريب التقني لتشمل الإعداد العسكري والعلمي في ما يتعلق بتلامذة الضباط وصقل معارفهم العلمية وتكوين شخصيتهم العسكرية والقيادية. في نهاية السنوات الدراسية في المدرسة، ينالون شهادة إجازة في العلوم العسكرية إلى جانب شهادة الربّان، الملّاح، مراقب الجو، أو الفني.
مواكبة الحداثة
عالم الطيران بشكل عام هو في تطوّر دائم وفي تقدّم مستمر، لذلك، تخضع مناهج الدراسة المعتمدة في مدرسة القوات الجوية للتطوير سنويًا وبخاصة في الجزء المتعلق بالعلوم التخصصية. وتُساهم الدورات التي يُنتدب إليها ضباط القوات الجوية إلى الخارج في عملية التطوير، إذ يُستفاد من الخبرات الجديدة التي يكتسبها هؤلاء إن على الصعيد الشخصي للاستعانة بهم للتدريب في المدرسة، أو على الصعيد العام لتطوير مناهج التعليم وإضافة مواد جديدة في التدريب، أو تعديل محتوى بعض المواد.
بالنسبة إلى المواد العامة يتمّ تعديلها باستمرار بالتنسيق مع أساتذة الجامعة اللبنانية كون المدرسة الجوية تتبع نظام الكلية الحربية في مجال التعاون مع الجامعة اللبنانية. كذلك المواد العسكرية فهي تلحق في تطويرها مناهج الكلية الحربية التي تتطوّر بدورها باستمرار وبوتيرة سنوية.
من جهة أخرى، ثمّة مبنى جديد لمدرسة القوات الجوية في قاعدة رياق شارف على الانتهاء، وهو مشيّد وفق المواصفات المطلوبة للتعليم الحديث، ومجهّز بقاعات تعليم كافية لـتأمين حاجات المدرسة، بالإضافة إلى مسرح نموذجي لتنظيم المؤتمرات والندوات يتسع لحوالى ٨٠ شخصًا.
يتألف المبنى من ثلاثة طوابق تضم إلى قيادة المدرسة، أجنحة التدريب الجوي والفني، وكل أقسام المدرسة الرئيسية.
إنجاز نوعي
لأول مرة في تاريخ القوات الجوية، قامت المدرسة بإنجاز نوعي في العام الحالي، تمثّل بتنفيذ دورة اختبار أهلية لأول دفعة من الطيارين الإناث. وقد نجح مدرّبو المدرسة الجويين إلى جانب قيادة المدرسة في تطوير مناهج وبرامج خاصة تُراعي خصوصيات انضمام المرأة إلى عالم الطيران في القطاع العسكري. وقد كان لهذا البرنامج أثر إيجابي كبير على صعيد اندماج المرأة وسهولة انخراطها في القوات الجوية اللبنانية.
أما بالنسبة إلى الوسائل المعتمدة في التدريس، فقد حققت المدرسة أيضًا قفزة نوعية في هذا المجال إذ تمّ تجهيز الصفوف بأحدث وسائل العرض (الألواح الذكية Smart Panels)، وتدرّب الكادر التعليمي على كيفية استخدامها، والاستفادة من هذه التكنولوجيا الحديثة في تحضير الدروس وشرحها بطريقة حديثة وعصرية. كما شهدت مختبرات اللغتَين الإنكليزية والفرنسية في السنة الأخيرة تعزيزًا بالتجهيزات والمعدات الحديثة.
التدريب المستدام
في العام ٢٠١٣، تمّ استحداث مشبّه للطيران الآلي بمساعدة أميركية، ويتألف من قُمرتين لطوافات الـ UH-1H وهو مشبّه كلي الحركة Full Motion. في السياق نفسه، تمّ تحقيق مشبّه طيران إضافي كوسيلة أساسية للتدريب على الطيران الآلي. كما تمّ تفعيل التدريب على مشبّهات الطيران من خلال تطوير طرق وأساليب وبرامج التدريب التي يستفيد منها بالإضافة إلى تلامذة المدرسة الجوية، الضباط الطيّارون في القوات الجوية ضمن برنامج فصلي يهدف إلى التدريب المستدام للمحافظة على الأهلية للطيران الآلي.
المتابعون
يُتابع الدراسة سنويًا ما بين ١٠ إلى ١٥ تلميذًا ضابطًا يتوزعون بين مدرسة القوات الجوية في قاعدة رياق الجوية وقاعدة حامات الجوية التي يتمركز فيها التلامذة الفنيّون الذين يتابعون دراستهم في جامعة البلمند. أما بالنسبة إلى تلامذة الرتباء فتُراوح أعدادهم بين ١٠ و٢٠ تلميذًا رتيبًا في السنة. كما تقوم المدرسة بتدريب مكاتب الدراسة كافة بقسمها النوعي في اختصاصات القوات الجوية، وتختلف أعداد المتدرِّبين في هذه المكاتب من سنة إلى أخرى.