- En
- Fr
- عربي
ملف العدد
عادوا إلى الحرية، بعد سنة وأربعة أشهر، العسكريون اللبنانيون الـ16 الذين كانوا محتجزين لدى «جبهة النصرة» في جرود عرسال، عادوا إلى أهلهم ووطنهم يوم الأول من كانون الأول 2015 بعد أن شهدت قضيّتهم الكثير من الصعوبات والعراقيل. وعلى الرغم من خيبات أمل أهاليهم حينًا، والخوف على حياتهم وصحّتهم، وفقدان الأمل بعودتهم أحيانًا، استمرّت المفاوضات الشاقة التي رافقتها تهديدات في ظلّ التطورات الأمنية الميدانية الخطيرة التي حدثت طوال فترة أسرهم.
...وأخيرًا
وأخيرًا تكلّلت المساعي بالنجاح، فأبرِمَت صفقة إطلاقهم التي واكبها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم. دخلت عند الثامنة صباحًا سيارات إسعاف تابعة للصليب الأحمر اللبناني ودورية من المديرية العامة للأمن العام إلى جرود عرسال. وتسلّمت إحدى سيارات الإسعاف، عند التاسعة إلاّ عشر دقائق، جثة الجندي محمد حمية الذي كان قد أعدم في أيلول 2014 رميًا برصاص الخاطفين. غادرت السيارة التي أقلّت الجثّة مركز اللواء الثامن في اللبوة بمواكبة قوة من الجيش اللبناني متوجّهة إلى المستشفى العسكري المركزي لإجراء التحليلات اللازمة وتسليمها لذويه.
جثة الشهيد وإشارة الانطلاق
مع تسلّم جثّة الشهيد حمية كانت الإشارة الأولى لبدء تنفيذ الاتفاقية التي تضمّنت مقايضة العسكريين الـ16 بمساجين إسلاميين في سجن رومية.
في نقطة بعد حاجز وادي حميّد باتجاه الجرود، بدأت المظاهر الأولى لانطلاق العملية حيث ظهر من بعيد موكب من السيارات رباعية الدفع تقلّ العسكريين الـ16. توقّف الموكب وتقدّمت سيارات الإسعاف التي تولّت نقل العسكريين إلى بلدة اللبوة حيث كان في انتظارهم أقارب ومواطنون استقبلوهم بالزغاريد ونثر الورود والأرز ونحر الخراف. ومن بلدة اللبوة انتقلوا إلى مقر لواء المشاة الثامن حيث كشف عليهم طبيب وحلقوا ذقونهم وقصّوا شعورهم وارتدوا البذّة العسكرية. في غضون ذلك، كان أهاليهم في ساحة رياض الصلح يحتفلون بمشاركة أهالي رفاقهم العسكريين المخطوفين لدى «داعش».
من مقرّ اللواء الثامن في اللبوة، انتقل موكب العسكريين المحرّرين متوجّهًا إلى السراي الحكومي حيث وصلوا نحو الثالثة والنصف، ونظّم لهم استقبال رسمي والتقوا أهاليهم للمرة الأولى منذ 16 شهرًا. ومن ثم توجّهوا برفقة أهاليهم إلى ساحة رياض الصلح حيث نصبت خيــم الاعتصــام. هنــاك أكّــدوا أنهــم لن ينسوا أبدًا رفاقهم المخطوفين لــدى «داعــش» مطالبــين بالعمــل علــى تحريرهــم في أســرع وقــت ممكــن.
وأخيرًا توجّه المحرّرون مع أهاليهم إلى منازلهم، فيما بقي أهالي المخطوفين لدى «داعش» في الساحة يعيشون مشاعر متناقضة، فخلف الفرح، حزن، وخوف، وتمنيات بأن يتكرّر المشهد قريبًا في حضور الغائبين...