- En
- Fr
- عربي
مرافق وخدمات
تنفست جمانة بعمقٍ وصرخت، «خي هيدي خبرية». «الخبرية» التي أفرحت هذه الصبية، كانت إطلاق الطبابة العسكرية منصة خاصة تتيح للمستفيدين الحصول على نتائج فحوصاتهم المخبرية من دون عناء المجيء إلى المختبر لتسلّمها. فهذا ليس بالقليل في الظروف الراهنة، وخصوصًا بالنسبة لمن يتابعون علاجات تقتضي إجراء فحوصات دورية في فترات متقاربة، ومن بينهم جومانة التي سارعت إلى تسجيل اسمها على منصة الخدمات العسكرية، ما وفّر على الذين يهتمون بها عبء الحضور إلى المختبر لاستلام نتائج فحوصاتها ومن ثم تسليمها إلى الطبيب المختص للاطلاع عليها.
في غرفة الانتظار داخل قسم المختبرات العسكرية المركزية زحمة كبيرة كما العادة، مستفيدون أتوا منذ ساعات الصباح الأولى لتسجيل أسمائهم، وهم ينتظرون سماع صوت ينادي كلًا منهم بحسب رقمه، إلا أنّ ما يريح بعضهم هو أن لا عودة بعد أيام إلى المركز نفسه لسحب النتيجة وتقديمها للطبيب المختص، فقد بات بإمكانهم الحصول على النتائج والاحتفاظ بها من خلال منصة الخدمات العسكرية.
يلفت رئيس الطبابة العسكرية العميد الركن ماهر بو شعر إلى أنّ الطبابة تحقق المزيد من الخطوات الهادفة إلى تعزيز خدماتها لتوفّر الأمان الصحي الكامل لمن هم على عاتقها. وفي هذا السياق يأتي إنشاء منصة الخدمات العسكرية التي تُسهم في توفير الوقت وتخفيف عبء التنقلات على المستفيدين، خصوصًا في ظل الأوضاع الصعبة. كما يشير إلى أنّ هناك اتجاهًا لإنشاء تطبيق الرعاية الصحية عن بُعد، ولكنّ الأمر ما زال قيد الدرس.
باقة خدمات إلكترونية قريبًا
ويوضح رئيس جهاز التأليل في الطبابة العسكرية العقيد المهندس جهاد خوري أنّ الجهاز عمل بالتعاون مع مديرية التأليل والفرع الفنّي على إنشاء منصة الخدمات العسكرية https://portal.army.gov.lb، التي استغرق تنفيذها حوالى الشهرين. وهي تُتيح للمستفيدين الدخول إليها وتنزيل download نتيجة فحص الدم العائدة لهم في اليوم التالي لصدورها. ويلفت العقيد المهندس خوري إلى أنّ المشروع يؤمّن نتائج الفحوصات المخبرية المنفّذة في المختبرات المركزية فقط، على أن تليها لاحقًا نتائج الفحوصات المنفّذة في مختبرات المناطق. كذلك يعمل الجهاز على إضافة خدمات عسكرية أخرى في المستقبل القريب، والتي ستشمل مختلف النتائج كفحوصات الأشعة، الفحوصات في مختبرات المناطق، أخذ المواعيد الطبّية، الاطلاع على الأدوية المتوافرة في الصيدليات العسكرية، تجديد المعاملات الإدارية وغيرها بغية تسهيل الأمور على العسكريين...
وعن آلية عمل المنصة وكيفية إدخال نتائج الفحوصات المخبرية عليها، يشرح العقيد المهندس خوري أنّ برنامج المختبرات المنفّذ سابقًا من قبل جهاز التأليل يرسل النتائج المخبرية بنسخةٍ صورية PDF على خادم SERVEURمخصص لهذه الغاية، ويقوم بوضعها على المنصة بعد موافقة رئيس المختبر عليها. ويقوم الفرع الفنّي المسؤول عن الخادم بعملية الحفاظ على هذه المعلومات. ويضيف أنّ تكلفة البرنامج هي ١/١٠ مقارنة ببرامج أخرى قُررت في مؤسسات أخرى ولم تُنفّذ.
كيف نستفيد من المنصة؟
للاطلاع إلكترونيًا على نتائج فحوصات الدم، ينبغي على المستفيد التسجيل للمرة الأولى على منصة الخدمات العسكرية، وذلك من خلال الضغط على كلمة تسجيل ثم إدخال الرقم التسلسلي للبطاقة العسكرية أو بطاقة الخدمات الاجتماعية ورقم الإصدار، بالإضافة إلى رقم الهاتف الخاص في المربعات المشار إليها. وبعد الانتهاء من التسجيل تصل للمستفيد رسالة نصية sms تحوي رمز التفعيل، ما يحتم عليه إدخال الرقم التسلسلي ورمز التفعيل من جديد ليتمّ تفعيل الحساب. وبعدها يمكن الدخول إلى المنصة عبر الرقم التسلسلي ورقم الإصدار ككلمة السر والاطلاع على نتائج الفحوصات الخاصة به وطبعها للاحتفاظ بها أو إطلاع الطبيب المختص عليها.
المنصة والوضع في المختبرات
يشير رئيس المختبرات العسكرية المركزية المقدم الصيدلي حبيب عبدو إلى أنّ فكرة إنشاء المنصة انطلقت أساسًا عقب ظهور جائحة كورونا، إذ عمدت الطبابة في حينها إلى إرسال نتائج فحوصات الـ pcr عبر خدمة الرسائل النصية القصيرة SMS للتخفيف من حضور المصابين شخصيًا إلى القسم، وذلك بدافع منع تفشّي المرض والوقاية منه. واليوم يعاني العسكريون كما سواهم من المواطنين تداعيات الضائقة المالية ومن بينها كلفة التنقلات، لذلك كانت فكرة إقامة المنصة التي تتيح للمستفيدين الحصول على نتائج فحوصاتهم المخبرية خلال فترة تمتد من يومَين إلى أربعة أيام، من دون العودة إلى القسم.
كيف تفاعل المستفيدون مع هذه الخطوة؟ يلفت المقدم الصيدلي عبدو إلى أنّ الإقبال على استعمال المنصة من قبل المستفيدين ما زال خجولًا، فالأمر ما زال جديدًا بالنسبة لكثيرين، وثمة من يجدون صعوبة في تغيير عاداتهم، بالإضافة إلى حاجة بعضهم للحصول على نتائج مطبوعة على الورق. وهو يأمل أن يتعزز هذا الإقبال مستقبلًا مشيرًا إلى العمل على إنتاج فيديو يشرح كيفية الاطلاع إلكترونيًا على نتائج فحوصات الدم في المختبرات العسكرية المركزية، ويتم عرضه على شاشات صالات الانتظار في مختلف الأقسام. كذلك سيوضع الـ Website الخاص بالتسجيل على المنصة على الوصل الخاص بنتائج الفحوصات الطبية الذي يتسلمه المستفيد.
باتت الأمور أسهل...
سهّلت منصة الخدمات العسكرية الأمور كثيرًا تقول إيليسا أبو فيصل، وهي ترى أنّ هذه الخطوة مهمة خصوصًا للذين يعانون محدودية الحركة أو الوقت أو خيارات التنقل، لا سيّما في ظل تفاقم الأزمات التي يعيشها الوطن على كل الأصعدة.
بدوره، يشيد إيلي أبو حيدر بهذه «الخطوة الموفّقة»، مشيرًا إلى أنّها «تسمح للمستفيد بالاطلاع على النتائج من دون الاضطرار إلى هدر الوقت وزيادة الضغط على العاملين في قسم تسليم النتائج». ويؤكد: «الطبابة العسكرية تقدّم لنا التسهيلات في ظل الظروف الصعبة التي نواجهها».
من جهته يرى المعاون منصور خيرالله أنّ الجيش يواصل تطوره مواكبًا التقدم التكنولوجي ومذللًا العقبات الناجمة عن الروتين الإداري. هو يشعر بالامتنان لما تقدّمه الطبابة العسكرية ويقول: «بتنا الآن ندرك أكثر فأكثر قيمة أن يكون الإنسان عسكريًا في هذه الظروف الصعبة».
التحديات كبيرة، والهموم كثيرة، لكنّ سعي الطبابة العسكرية إلى توفير الرعاية الصحية للعسكريين وعائلاتهم وتقديم كل التسهيلات التي تخفف عنهم، يظل نافذة مفتوحة على الأمل والأمان.