- En
- Fr
- عربي
الواجب خلف الحدود
الكتيبة الغانية كانت وما تزال جاهزة للمؤازرة جنوباً
دعم الجيش ومساندة الاهالي
من منطقة استوائية حارة انتقلت الكتيبة الغانية إلى جنوب لبنان وبالتحديد إلى منطقة القوزح، ملبية نداء واجب حفظ السلام، متغلبة على الصعوبات الناجمة عن الفارق الكبير بين مناخي البلدين.
قائد الكتيبة المقدم فرنسيس اوفوري (Francis Ofori) يحدّد قطاع مسؤوليته ضمن لواء يعمل في منطقة الناقورة، ومهمة الكتيبة الغانية تقع في القطاع الغربي.
هو القائد رقم 57 بين الدفعات التي قدمت إلى لبنان منذ السبعينيات من القرن الماضي؛ حينها كانت الكتيبة تمارس مهامها وفقاً للقرارين 425 و426، الآن يحدّد مهامها القرار 1701. أما عدد الجنود الغانيين فهو 868 جندياً.
ويشرح المقدم أوفوري: إن مهمتنا الأساسية مراقبة الخط الازرق، دعم الجيش والسلطات اللبنانية ضمن قطاع مسؤوليتنا جنوب الليطاني ومنع أي نشاط عدائي في قطاع عمل الكتيبة.
• ماذا عن المهام والنشاطات الاخرى؟
- نقدّم خدمات طبية عامة إذ نرسل يومياً فريقاًَ طبياً يجوب المدارس. ونملك ضمن مركزنا مستوصفاً نستقبل فيه المدنيين للمعاينات الطبية، إضافة إلى مستوصف آخر في منطقة الضهيرة - المطمورة.
إلى ذلك ننظم دورياً دورات في المعلوماتية. الكتيبة السابقة عملت على ذلك في منطقة كفردونين أما الآن فنحن نعمل في بيت ليف، حيث نقوم بإنشاء مركز معلوماتية في البلدية.
كما نعطي خلال الصيف دروساً باللغة الإنكليزية بالتنسيق مع المختار ورئيس البلدية، إذ يزيد عدد السكان في المنطقة في هذا الفصل.
ويخبرنا قائد الكتيبة الغانية أيضاً أنهم يقدّمون دعماً لمدرسة في عيتا الشعب هي للأولاد ذوي الاحتياجات الخاصة (ماء وأدوية ورعاية صحية) وذلك بشكل دوري ومنتظم. كما يقيمون احتفالات في عدة مناسبات هدفها تعزيز الشعور بالأمان خصوصاً لدى الأولاد.
وأفصح المقدم عن مشروع بالتعاون مع أهالي بيت ليف لتجهيز مستشفى، بحيث يقدّمون المساعدة ضمن الإمكانات المتوافرة.
يتم التنسيق بين الكتيبة الغانية والجيش اللبناني في ما يخصّ الدوريات المشتركة الآلية والراجلة ضمن برنامج مدروس. «لقد قمنا بتمارين مشتركة وتنسيق مسبق قبل بدء الدوريات وذلك بمساعدة ضباط الارتباط».
كما يقومون بدوريات غير عسكرية، بهدف التقرّب من السكان المحليين وتسهيل الاتصال معهم.
خبرة
ويركّز المقدم أوفري على الخبرة التي تميز كتيبته عن باقي الوحدات في اليونيفيل. «نحن معتادون على المهام خارج البلاد مثل رواندا والكونغو وسيراليون ولبنان وغيرها، وذلك منذ العام 1960. كل الخبرة التي اكتسبناها في هذه التجارب نطبقها في لبنان وهذا ما يميّز كتيبتنا. أما الابتعاد عن الوطن والعائلة فأمر تعوّدنا عليه».
الإنفجار الذي استهدف الكتيبة الايرلندية في منطقة الرميلة حصل قبل يوم واحد من زيارتنا للكتيبة الغانية. نسأل عن شعورهم حيال ما حصل ومدى إحساسهم بالخطر، فيقول المقدم أوفري: «مهمة حفظ السلام تحفل بالمخاطر والحوادث، وقد يحدث ذلك لأي كان. نحن مجهزون بالإجراءات اللازمة لحماية أنفسنا، ولكننا نأمل ألا يتكرر الأمر».
النساء أيضاً يلبين نداء الواجب
للنساء دور هام في الكتيبة الغانية، اذ يشاركن في مسؤوليات ومهام مختلفة. وقد التقينا النقيب إنيستينا أسّان (Captain Enestina Assan) مسؤولة التوجيه والصحافة (PIO) في الكتيبة التي حدثتنا عن مهامها، قالت: «مهمة فريق التوجيه الأساسية هي تأمين الصلة مع وسائل الإعلام اللبنانية ودعوتها لتغطية نشاطات الكتيبة في المناطق ضمن نطاق مسؤوليتها».
هي متزوجة ولكن ذلك لم يمنعها من تأدية واجبها، فهي تعتبر كما قائد الكتيبة، أن مهمة حفظ السلام «هي مهمة مقدّسة تدفعنا إلى تخطي كل الصعوبات...»، وكونها أمرأة فذلك يجعلها أقرب إلى النساء والأطفال وأكثر تفهماً لقضاياهم واحتياجاتهم.
أما الصعوبات والتحديات التي تواجهها الكتيبة الغانية خلال عملها في جنوب لبنان فتوجزها بالقول: «التحدي الاهم هو الطقس الذي يختلف عن طقسنا الإستوائي ولكننا مجهّزون بشكل جيد للمواجهة. هذا بالاضافة إلى اختلاف التقاليد واللغة ولكننا نحترم هذا الاختلاف ونستعين بمترجمين لبنانيين يسهّلون علينا التواصل مع السكان».
تقبّل السكان المحليين لوجود الغانيين بينهم وترحيبهم بهم وبكل نشاط يقدمونه أمر واضح كما تشير النقيب التي تخبرنا أن للكتيبة الغانية فرقة موسيقية (Band) تعزف وتحيي الحفلات في مختلف المناطق الجنوبية ضمن قطاع مسؤوليتها.
قبل أن نودّع الكتيبة الغانية يحمّلنا كل من قائدها ومسؤولة التوجيه فيها أمنية تعبّر عن شعور الجميع: نتمنى أن يعود السلام إلى لبنان، عندها نكون قد نجحنا في مهمتنا، وسنزور لبنان كسائحين.
تصوير: الرقيب ريمون واكيم