- En
- Fr
- عربي
وجوه
التصوير له أكثر من مهنة، إنه شخصيته يتقمّصها مستعيناً بالكاميرا لاكتشاف الآخرين:عدسته تتفاعل مع وجوه الناس وأطباعهم وأساليب حياتهم، لتلتقط أكثر من مجرد صورة. ميشال الأسطا المصور المحترف، احترف ايضاً صداقة البزة العسكرية، فباتت كاميرته رفيقة مهمات عديدة.
«جندي» الصورة
رئيسه في الكشافة الذي كان مثاله الأعلى في الحياة تطوّع في المؤسسة العسكرية، وتلقائياً وجد كاميراته تتجه الى الطريق نفسه.
كان حاضراً الى جانب الجيش في عدة مناسبات وباتت عدسته رفيقة العسكريين.
امتلاكه معدات متطوّرة، مكّنه من تقديم خدماته للمؤسسة من خلال تزويدها صوراً فوتوغرافية دقيقة ومميزة في الكثير من المهمات. تراه يركض ويقفز من مكان الى آخر، يتابع تفاصيل كل مهمة تقوم بها الأفواج والقطع العسكرية، حتى أصبح متطوعاً يمدّ يد المساعدة للمؤسسة بإشراف قيادة الجيش وموافقتها.
وحين سألناه إذا فكّر بالانتساب الى المؤسسة العسكرية، أجاب بالقول:
كانت الفكرة واردة ولكن الظروف لم تكن مؤاتية لذلك... هي مؤسسة مقدّسة بنظري، وأشعر بالفخر لخدمتها على طريقتي الخاصة وضمن إمكاناتي.
ويتابع قائلاً: حبي الجيش كان من بين الأسباب الأساسية التي دفعتني وزوجتي الى التمسّك بالبقاء في لبنان، على الرغم من مجالات العمل الواسعة في الخارج، وزوجتي التي تشاركني هذا الشغف دعمت خياري.
إذا أتيحت لي الفرصة، سأقيم معرضاً لصوري التي التقطها للجيش كما أراه. عدستي تركّز على المشقات والمصاعب التي يعانيها العسكري، والتي لا يعرفها إلا قلّة من الناس.
الأستاذ الرحّالة
بدأ ميشال الأسطا حياته المهنية قبل أن ينهي تخصّصه في مجال التصوير الفوتوغرافي.
عمل مستشاراً لعدد كبير من الشركات والمؤسسات الإعلانية، وقام بتغـطية عدة أحـداث ومنـاسـبات ونشاطـات، ما جعله يمتلك أرشيفـاً تصويــرياً غنيـاً ميّزه في عالم التصوير.
يعلّم الأسطا تقنيات التصوير والإعلانات في جامعة «ألبا» (Académie Libanaise Des Beaux Arts) وفي جامعة القديس يوسف (USJ).
من هواياته الأساسية التنقّل والسفر من منطقة الى أخرى ومن بلد الى آخر برفقة الكاميرا.
نظّم الكثير من المعارض التي تناولت مواضيعها مناطق لبنانيـة مختلفة وعدة بلدان.
جولاته التصويرية تسبقها أبحاث واسعة حول تراث كل منطقة وعادات أهلها وتقاليدهم وتفاصيل الحياة اليومية فيها، ليتسنى للكاميرا توثيق كل ذلك.
حول هذه النقطة يقول: تسنّى لي أن أتجوّل في كل مناطق لبنان وأكتشف جماله وتميّز أهله عن قرب. ومن خلال الأبحاث والتعمّق في المواضيع، استطعتُ تنظيم معارض مختلفة كان آخرها معرض على نطاق واسع موضوعه الهند. تضمّن هذا المعرض حوالى 88 صورة (افتتحه ممثل قائد الجيش العقيد عدنان درويش في نادي اليرزة - بعبدا) من بلد عدد سكانه أكثر من مليار
نسمة.
ويتابع قائلاً: من الجيد أن ننظر بطريقة جديدة الى الثقافات المختلفة، والناس وعاداتهم وأسلوب عيشهم. فعلى الرغم من الفقر الذي يسود هذه البلاد، تبقى البسمة على وجوه الناس، فقد تأقلموا مع واقعهم وتعلّموا كيف يرون الشعاع في الظلمة، وهذا ما لا يمكن لأحد معرفته ورؤيته إلا من خلال الزيارة أو الصور.
في ختام لقائنا معه، أحبّ ميشال الأسطا أن ينوّه بدعم شريكة حياته وفضلها في نجاحه، كما وجّه تحية الى الجيش معرباً عن استعداده لتنظيم دورات خاصة للعسكريين في مجال التصوير مسدياً نصيحة: فلتزوّد القطع والوحدات، معدات تصوير كافية، وليتم التركيز على رفع مستوى الاحتراف في التصوير...