نوادٍ وخدمات

قفزة نوعية في الخدمات انتظرها روّاده من كل الأجيال

نصّ قرار صدر عن قيادة الجيش في العام 2011 على ضرورة تحسين الخدمات وتطويرها في نوادي الضباط تماشيًا مع متطلبات العصر. وقد كلِّف جهاز إدارة النوادي تنفيذه بعدما خصَّص ميزانية معينة للمباشرة بذلك.
الورشة التي شهدها نادي الضباط (مبنى خليل كنعان) في اليرزة شملت إعادة ترميمه وتزويده أحدث التجهيزات والمعدّات, حتى غدا يضاهي أفخم النوادي ويقدّم أفضل الخدمات للضباط وعائلاتهم، وزوّار النادي باتوا يجدون في جنباته ما لم تألفه العين من قبل.

المطعم والبار
بدأنا جولتنا من صالة المطعم التي عرفت توسعة جعلتها تتسع لحوالى 250 شخصًا بعدما كانت في السابق عبارة عن غرف صغيرة لا تتسع لأكثر من 100 شخص. وقد جهّزت الصالة بكل الوسائل التقنية الحديثة من أجهزة موسيقى وصوت وإضاءة وشاشات عملاقة بحيث غدت مؤهلة لاستقبال مختلف المناسبات الإجتماعية من أعراس وحفلات وأعياد ميلاد، والتي افتقدتها في السابق بسبب صغر مساحتها. أما الصالة الثانية، والتي كانت مخصَّصة للطعام، فقد تحوَّلت إلى مقصف (بار) مع طاولات عالية وديكور خاص، يقدِّم المشروبات على أنغام الموسيقى ويتسع لحوالى 100 شخص.

ماذا بعد؟
رئيس النادي العميد أنطوان بشعلاني يخبرنا أن ثمة الكثير بعد، فإلى الصالتين الرائعتين، أضيفت قاعتاVIP تتسع الأولى، المصمَّمة وفق الطراز الشرقي، لحوالى 20 شخصًا مع قاعة انتظار متصلة ومنفصلة عن باقي القاعات، وقد تمّ ترميمها أيضًا لتوفِّر للضباط وضيوفهم كل الرفاهية والراحة. أما القاعة الثانية فتتسع لحوالى 45 شخصًا. وبذلك، يستوعب النادي في الوقت عينه ثلاث حفلات من دون إقفال أي قاعة من قاعاته، علمًا أنه يفتح أبوابه من الثامنة صباحًا حتى منتصف الليل.
من جديد النادي أيضًا قاعة محاضرات تستقبل حوالى 90 شخصًا وقد جُهِّزت بوسائل سمعيــة-بصريـــة وحملت اسم الفنان «وجيه نحله» تقديرًا له على ما قدَّمه للنادي من أعماله والتي تزيِّن الجدران فتزيد المكان جمالاً ورونقًا.

حلويات و... نارجيلة
من ناحية ثانية تمّ افتتاح قسم الباتيسري الذي يقدم الحلوى العربية والغربية إلى ضيوف النادي، ولمحبي النارجيلة (الأركيلة) خُصِّصت خيمة تستقبلهم صيفًا وشتاء.
ونتابع جولتنا مع العميد بشعلاني في المحيط الخارجي للنادي حيث شهد التراس ورشة ضخمة هدمت حوض السباحة لتحل مكانه بركة مياه مع نافورة، وبذلك أصبح أرحب مما كان عليه في السابق بحيث غدا يتسع لحوالى 450 شخصًا في الإحتفالات الصيفية، بالإضافة إلى مساحات خضراء انتصبت فيها منحوتات فنية إزدهى بها المكان.

الشهي هو الأصل
يقدم النادي كل يوم أحد بوفيه مفتوحًا في صالة المقصف، بالإضافة إلى تقديم الوجبات المعتادة. لكن هل من أصناف جديدة؟ يجيبنا العميد بشعلاني: أضيفت إلى لائحة الطعام أصناف جديدة شملت مأكولات عربية وأجنبية  منوَّعة كالبيتزا على أنواعها، والباستا، والستيك، وcheese and wine وغيرها... مع طبق سمك كل يوم أحد.
من ناحية ثانية، أصبح بإمكان من يرغب من الضباط وعائلاتهم الحصول على وجبات الطعام على طريقة الـ drive thru. وللمناسبات والحفلات الخارجية على أنواعها، يؤمن النادي مختلف أنواع الطعام (catering) مع جميع المستلزمات (أواني المائدة وغيرها)، على أن يتم نقلها على همة صاحب العلاقة إلى المكان المقصود.

طاقم النادي في خبرات جديدة
في إطار آخر، خضع طاقم النادي بكل فئاته لدورات مكثَّفة في مؤسسات عالمية وجامعات خاصة، لمواكبة كل جديد إن على صعيد الإتيكيت، أو الأصول والقواعد الفندقية، وإن على صعيد فن الطعام الأجنبي وطريقة تحضير البوفيه والحلويات على أنواعها.
أما عشاق الـ«كارا أوكي» فبإمكانهم ارتياد النادي كل يوم جمعة مع سهرة «غير شكل»، ومحبو الطرب تنتظرهم سهرة فنية كل يوم سبت. هذا من دون أن ننسى توافر خدمة الإنترنت.
أما الأولاد فستكون لهم في المستقبل القريب مدينتهم، إذ تزمع إدارة النادي إنشاء مدينة ملاهٍ تحضن أحلامهم لتمضية أوقات جميلة عندما يكونون برفقة أهلهم.
يبقى أن نشير إلى أن المهندسة فيفيان كمال (متعاقدة مع جهاز إدارة النوادي) هي التي صمّمت ديكور النادي، الذي يتميَّز بذوق رفيع، وجهَّزته، وذلك بعد أن طوّرت دراسة قديمة وأجرت التعديلات اللازمة عليها لتتلاءم مع الميزانية المصروفة من قيادة الجيش لهذا الغرض، آخذة في الحسبان كل متطلبات الراحة والأمان التي يبحث عنها الضباط وعائلاتهم. وقد استغرق تنفيذ الدراسة سنتين من العمل المتواصل من دون الإضطرار إلى إقفال النادي في أثناء الورشة.
في الختام، بات للضباط وعائلاتهم مزيد من الخدمات والراحة في النادي العريق، وهذا أقل ما يليق بهم.