- En
- Fr
- عربي
اخبار ونشاطات
تسلّم الجيش اللبناني هبة من الجيش الإيطالي قوامها 150 كاشفة ألغام، وذلك في احتفال أقيم في ثكنة بنوا بركات في صور، حضره ممثل قائد الجيش العماد ميشال سليمان العميد الركن بولس مطر قائد قطاع جنوب الليطاني على رأس وفد عسكري، قائد قوات الأمم المتحدة المؤقتة الجنرال كلاوديو غراتزيانو، الدكتور روبيرتو كوتون ممثل السفير الإيطالي السيد غابريال كيكيا، قائد الوحدة الإيطالية الجنرال موريزيو فيورا فانتي وحشد من ضبّاط الجيش و«اليونيفيل».
تخلّل الاحتفال، كلمة ممثل العماد قائد الجيش التي قال فيها:
«نلتقي اليوم في هذه المنطقة العزيزة من الجنوب، لنحتفي معاً بتسلّم 150 كاشفة ألغام، مقدّمة هبة من قبل الجيش الإيطالي الصديق لصالح الجيش اللبناني. ولا شك بأن أهمية هذه المساعدة لا تكمن في قيمتها المادية وحسب، بل في ما تحمله من قيمة معنوية رفيعة ترمز إلى الإرادة الطيبة لدى الحكومة الإيطالية في مد يد العون إلى الشعب اللبناني وجيشه، للإسهام في دفع عجلة الأمن والإنماء، والتخفيف من حجم المآسي التي يعانيها المواطنون الأبرياء بأرواحهم وممتلكاتهم، من جراء عدو غادر خفي، يتربّص بهم شراً، والمتمثل بوجود أكثر من مليون لغم وقنبلة عنقودية، نثرها العدو الإسرائيلي على امتداد مساحة الجنوب خلال اعتداءاته المتكرّرة على لبنان وصولاً إلى عدوان تموز 2006.
لقد كانت دولة إيطاليا وما تزال في طليعة الدول المساندة للبنان والداعمة لقضاياه المحقة في المحافل الدولية، وهنا لا يسعنا إلا التذكير مجدداً بدورها الإيجابي في إبان عدوان تموز وبعده، الذي تجلّى برغبتها القوية في وضع حد للحرب المدمّرة، ومن ثم مشاركتها الفعّالة إلى جانب العديد من البلدان الصديقة في إطار قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، تنفيذاً للقرار 1701، وذلك بهدف مؤازرة الجيش اللبناني في مهمة الدفاع عن الجنوب وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوعه.
كما لا بدَّ من التنويه بجهود وتضحيات ضباط وعناصر هذه القوات الذين تميّزوا طوال فترة وجودهم في لبنان، بالكفاءة والمناقبية والانضباط، والحرص الشديد على معاملة المواطنين الجنوبيين بكل وعي وتجرّد ومسؤولية، ومساعدتهم على النهوض من أعباء ما خلّفته الحرب، الأمر الذي نسج بين الجميع علاقات ثقة ومودّة، أدت إلى تبديد ما علق في الأذهان من شكوك وهواجس مسبقة، وإلى زرع بذور الطمأنينة في النفوس، نتلمسها اليوم ونقطف ثمارها، تسارعاً في مسيرة الإنماء والإعمار، ومزيداً من الأمن والاستقرار في المنطقة.
ولا ننسى كذلك، دور قوات اليونيفيل بوحداتها البرية والبحرية في تعزيز قدرة الجيش، لجهة التخفيف من حجم المهام الجسام الملقاة على عاتقه في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، لا سيّما في مواجهة الإرهاب الذي يعانيه معظم شعوب العالم، والهادف في لبنان إلى تشويه معاني رسالته الحضارية، والنيل من وحدة شعبه ومسيرة سلمه الأهلي، ولقد حقق الجيش إنجازات كبيرة على طريق استئصال هذه الظاهرة والقضاء عليها بأسرع وقت ممكن.
باسم قائد الجيش العماد ميشال سليمان، أتوجه إلى قيادة الجيش الإيطالي بخالص الشكر والامتنان على تقديمها هذه المساعدة الطيبة، وأحيي قيادة قوات اليونيفيل ورجالها، رجال السلام والقيم الإنسانية، الذين يبذلون الغالي والنفيس على أرض لبنان، متمنياً للحضور الكريم دوام التوفيق والنجاح، ولدولة إيطاليا وجيشها الصديقين كلّ الخير والسمو والتقدم».
كما ألقى قائد الوحدة الإيطالية الجنرال فيدر فانتي الكلمة الآتي نصها:
«أنا جد مسرور لقضائي هذه المناسبة معكم، كشخص منهمك مثلكم، كناشط، معني مباشرة في التحدي لتنظيف لبنان من حقول الألغام، ومتعاطٍ بفعالية مع مآثرها المروعة على الأشخاص والمجتمعات.
إنّ مسألة تنظيف الألغام هي واحدة من أهم الخطوات نحو أمان البشرية، تثبيت السلام، وتحقيق الإستقرار في لبنان اليوم.
بلدي الأم، إيطاليا، هي منذ زمن طويل واحدة من أهم الدول الناشطة في برنامج الأمم المتحدة لنزع الألغام. إيطاليا تشعر بالمسؤولية، لحث الشعوب المحيطة بلبنان، بجعله بلداً خالياً من الألغام.
اليوم أنا هنا، بتأييد من بلادي، لأشهد على هذا التعهد، وأجعله محققاً مع هذه الـ150 كاشفة ألغام.
إنه أملي المتوهج، كون المشروع سيسهم في انتشار مؤسسة للسلام والإستقرار في هذه المنطقة. إنها تعطينا سعادة عظمى للعمل سوية في تحقيق أهدافكم لخلق مستقبل أفضل.
أنا جد متشرّف ومسرور لأجل هذا الإنجاز المفصلي والذي جعلناه حديثاً مع هذه الهبة في إجتماع اليوم.
أرغـب أيضاً بالتعبير الفوري عن تقديري لخدمات وجهود «كاشفي الألغام» ناحية الأخطار والضغط، وإستعدادهم اليومي للسير قدماً، كعمل روتيني، في محيط صعب من أجلِ جعل الرؤية حقيقة وإنجازهم الدور الأسمى، مع عدم نسيان، إطلاقاً، عائلاتهم الذين يقلقون عليهم ويدعمونهم.
قلبي في هذه اللحظة هو في نهر البارد حيث يقاتل عناصر الجيش اللبناني من أجل مستقبل لبنان.
أريد أن أختم بقولي أنه، معاً نحرز تقدماً في تنمية إدراك دولنا حول مشكلة حقول الألغام.
كما ونحرز تقدماً في تدمير حقول الألغام وجعل الأرض آمنة للشعب الذي يعيش في هذا البلد الجميل.
شعب مثلكم يؤدي دوراً أساسياً في جعل هذا التقدم محققاً».
وفي الختام، جرى تسليم كتاب شكر باسم العماد سليمان ودروع تذكارية.